كوردی عربي ک.بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة العراقية أمام امتحان صعب في الانتخابات المقبلة

مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية المقررة في أكتوبر / تشرين الأول المقبل، تتصاعد التساؤلات حول حظوظ الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة، التي وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة على المستويين الداخلي والإقليمي.

ومع التحولات الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك تراجع حزب الله في لبنان وتدمير البنية التحتية لحماس في غزة، باتت هذه الفصائل تواجه تساؤلات حول قدرتها على جذب الناخبين، خاصة في ظل تراجع شعبيتها.

ترسانة إعلامية

وعلى مدى السنوات الماضية، اعتمدت هذه الأجنحة على ترسانة إعلامية هائلة لترويج أفكارها، وصدّرت نفسها كحامية للنظام والدولة في العراق، ولكن يبدو أن هذه الصورة بدأت بالتآكل بسبب التغيرات السياسية والميدانية على الأرض.

ويقول المحلل الأمني والاستراتيجي كمال الطائي، إن «الخطاب الإعلامي والسياسي لهذه الفصائل كان يعتمد بشكل كبير على تقديم نفسها كجزء من محور المقاومة المدعوم إقليمياً، لكن مع انهيار حزب الله وتدهور الأوضاع في غزة، أصبحت هذه الفصائل تواجه تحدياً حقيقياً في إقناع الشارع العراقي بجدوى خطابها القديم».

وأضاف الطائي لـ (باسنيوز)، إن «هذه الفصائل استثمرت بشكل كبير في الظهور كمدافع عن النظام السياسي العراقي ضد التهديدات الخارجية والداخلية، لكنها في الواقع تواجه الآن أزمة في إثبات قدرتها على تحقيق نتائج ملموسة بعيداً عن الشعارات»، مشيراً إلى أن «الناخب العراقي أصبح أكثر وعيًا بمثل هذه الادعاءات، خاصة مع تزايد النقمة الشعبية على الفشل السياسي والاقتصادي المستمر».

 خسارة كبيرة

وعلى الصعيد الإقليمي، تشير التحليلات إلى أن دور هذه الفصائل في النزاعات المسلحة خارج العراق، سواء في سوريا أو اليمن أو غزة، أثر بشكل كبير على صورتها أمام جمهورها المحلي.

فبينما كانت تسعى لتقديم نفسها كجزء من مشروع إقليمي كبير، أصبحت تواجه اتهامات بأنها أضرت بالمصالح العراقية وجرّت البلاد إلى أزمات غير ضرورية، كما أن انخراطها في هذه النزاعات لم يحقق نتائج إيجابية ملموسة، بل على العكس، ساهم في استنزاف الموارد وتراجع الدعم الشعبي، وبالتالي فإنها أصبحت بمواجهة المجتمع الدولي، خاصة مع قدوم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

من ناحية أخرى، يرى مراقبون أن الخطاب السياسي لهذه الأجنحة يعاني من التكرار وفقدان المصداقية، فبينما كانت تروج لنفسها كقوة قادرة على مواجهة الأزمات، أثبتت التجارب أن وجودها في السلطة أو بالقرب منها لم يساهم في تحسين الأوضاع.

رغبات الناخبين اختلفت

ويقول العضو السابق في شبكة ‹شمس› لمراقبة الانتخابات محمد العبيدي، إن «الناخب العراقي في المرحلة الحالية يبحث عن شخصيات سياسية تمتلك القدرة على تقديم حلول واقعية للأزمات الاقتصادية والخدمية، بعيداً عن الخطابات الشعبوية التي أثبتت فشلها على مدار السنوات الماضية».

وأضاف العبيدي لـ (باسنيوز)، أن «التوجه العام بين الناخبين يشير إلى تفضيل المرشحين الذين يمتلكون سجلاً نظيفاً من الفساد وقادرين على تحقيق تغيير ملموس في حياة المواطن».

أما على الصعيد الداخلي، فإن تراجع الدعم الشعبي للأجنحة السياسية للفصائل المسلحة مرتبط أيضًا بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وفشلها في تقديم حلول حقيقية للأزمات التي يعاني منها المواطنون، وبدلاً من ذلك، ركزت هذه الفصائل على تعزيز نفوذها السياسي والعسكري، مما أدى إلى تصاعد الانتقادات ضدها.

وفي ظل هذه التحديات، يبدو أن حظوظ الأجنحة السياسية للفصائل المسلحة في الانتخابات المقبلة ليست في أفضل حالاتها، ومع أن هذه الفصائل تمتلك قاعدة شعبية محدودة، إلا أن قدرتها على توسيع هذه القاعدة تبدو ضعيفة في ظل الانتقادات المتزايدة والظروف الإقليمية المعقدة.

وخلال مشاركتها في الانتخابات السابقة، لم تتمكن الفصائل المسلحة في العراق من تحقيق نتائج تذكر باستثناء حصول بعض النواب على مقاعد محدودة، وهو ما يعكس تراجعاً ملحوظاً في شعبيتها، خاصة مع تصاعد الانتقادات لدورها السياسي والعسكري، حيث أُتهمت بالمساهمة في تفاقم الأزمات الأمنية والاقتصادية، مما دفع الكثير من العراقيين إلى العزوف عن دعمها أو التصويت لها.