كوردی عربي ک.بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

هل تكرر إيران تجربة إنشاء الميليشيات المسلحة في سوريا؟

في ظل التصريحات المتكررة لمسؤولين إيرانيين، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، تُثار تساؤلات عما إذا كانت إيران تخطط لتكرار تجربتها في العراق بإنشاء ميليشيات مسلحة داخل الأراضي السورية.

ويبرز هذا السؤال مع تصريحات خامنئي الأخيرة التي تحمل دلالات واضحة على رؤية إيران لدور الشباب السوري في مواجهة الولايات المتحدة وغيرها من الأطراف الموجودة على الأرض السورية.

وقال خامنئي في خطاب له الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، إن «سوريا ملك للشعب السوري، والذين اعتدوا عليها سيتراجعون يومًا ما، أمام الشباب السوري الغيور»، معتبرًا أن المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها ستكون «حتمية» في المستقبل.

وهذا النمط من التصريحات المتكررة لمسؤولين إيرانيين ليس غريباً على العراقيين، حيث اعتادت إيران استخدام الخطاب ذاته لتبرير تشكيل ميليشيات مسلحة في العراق، مستغلة ذرائع متعددة مثل مواجهة الاحتلال الأمريكي، أو حماية المقدسات.

خطاب مأزوم

وتُظهر التطورات الميدانية في سوريا، أن إيران تسعى لاستغلال الفراغات الأمنية والسياسية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مع التركيز على استقطاب الشباب المحلي لإقامة شبكة ولاءات طويلة الأمد.

بدوره، قال الأكاديمي والسياسي السوري يحيى العريضي، إن «تصريحات خامنئي تعكس تكراراً لخطاب مأزوم يعبر عن هزيمة سياسية واضحة، حيث تسعى إيران إلى التحريض والتخريب في المنطقة، إلا أن أدواتها أصبحت محدودة وأذرعها شُلّت إلى حد كبير»، مشيرًا إلى أن «هذه المحاولات، في جوهرها، ليست سوى دفاع يائس عن وجودها المهتز منذ فترة طويلة، ولن تحقق من ورائها أي مكاسب تُذكر».

وأضاف العريضي لـ (باسنيوز)، أن «هناك رفضاً شعبياً واسعاً لهذا الأمر، حتى من قبل ما كان يُعرف بحاضنة النظام السابق، إذ تعد إيران لديها مصدر أذى كبير لسوريا وعمقها الاجتماعي»، لافتًا إلى أن «هذا الرفض الشعبي سيمنع عملياً انخراط الشباب السوري في مثل هذه المشاريع، باستثناء بعض الجهات التي تأثرت بعملية غسل الأدمغة، كما حدث سابقاً في العراق».

وبعد سقوط نظام صدام حسين، لعبت إيران دوراً بارزاً في دعم تشكيل ميليشيات مسلحة في العراق، مستغلة الفراغ الأمني والسياسي لتحقيق مصالحها، لتتحول تلك الجماعات إلى بيادق بيد إيران، حيث تمكنت من تضخيم نفوذها والحصول على تمويل مالي ضخم يُقدر بملياري دولار سنوياً من الدولة العراقية تحت مظلة الحشد الشعبي.

وتحولت تلك الميليشيات إلى أداة بيد إيران لتنفيذ مشروعها في المنطقة، حيث لعبت دوراً محورياً في تعزيز النفوذ الإيراني عبر الحدود، مستخدمة خطاباً دينياً وسياسياً لتبرير تدخلها.

وهذا النفوذ لم يقتصر على العراق، بل امتد إلى سوريا واليمن ولبنان، ما أدى إلى تأجيج الصراعات الإقليمية وإثارة مزيد من الخلافات مع القوى الدولية والإقليمية المعارضة لتوسع الدور الإيراني في المنطقة.

الوجود الإيراني في سوريا

بدوره، قال المحلل السياسي العراقي علي ناصر، إن «سوريا لن تكون لقمة سهلة للعديد من الدول، حيث إن الأوضاع داخلها متشابكة للغاية، ويجب التنبه إلى المستقبل والحذر من أي مشاريع يمكن أن تذهب بالبلاد إلى وجهة خاطئة».

وأضاف ناصر لـ (باسنيوز)، أن «الدور الإيراني قد يكون حاضرًا هناك ولو بنسبة قليلة، حيث تمتلك إيران منذ سنوات عدداً من المقاتلين المنتشرين على الأرض السورية، وهذه الأوضاع تعكس حجم التوغل الإقليمي داخل سوريا».

وأشار إلى أن «السياسة الخارجية للحكومة السورية المقبلة ستلعب دوراً محورياً في تحديد طبيعة التدخلات في الداخل السوري، وما إذا كان بالإمكان الحد من تأثير إيران أو السيطرة عليه».