كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

حرب الملصقات .. صدامات انتخابية تشعل أجواء العراق

تصاعدت حدة المماحكات الانتخابية في الشارع العراقي، بعد انطلاق موسم الدعاية والترويج لمرشحي مجالس المحافظات، وهو ما بدا لافتاً عبر مجموعات تابعة لأحزاب سياسية تقوم بتمزيق الدعاية الإعلانية الخاصة بمرشحي الأحزاب المناوئة.

واتسعت ظاهرة تمزيق اللافتات والصور الخاصة بالدعاية الانتخابية للكتل السياسية المشاركة في انتخابات المجالس المحلية، وهو ما دفع القضاء العراقي للتحرك لمحاسبة وملاحقة الأشخاص الذين يرتكبون تلك المخالفات.

اعتقال امرأة

وأعلنت قيادة شرطة واسط، اعتقال امرأة تقوم بتمزيق (بوسترات) المرشحين للانتخابات المحلية المقبلة، فيما بينت أن قيادتها وجهت بحماية صور و(بوسترات) المرشحين.

وقالت قيادة الشرطة في بيان، إن «مفارز قسم شرطة بدرة تمكنت من إلقاء القبض على امرأة لقيامها بتمزيق بوسترات المرشحين في قضاء بدرة».

وفي قضاء الزبير بمحافظة البصرة، تم تمزيق ورفع صورة للمرشح والقيادي عدي عواد، كما تم رصد عدد من الصور لعواد وقد تم تخريبها من خلال رش صبغ باللون الأحمر ودلالته للدم.

ورجحت مصادر مطلعة، أن ما حدث في البصرة مرتبط بداعيات ما حدث قبل 6 أيام  في منطقة حي الجهاد بالبصرة من خلاف تطور إلى اشتباك مسلح بين جهتين راح ضحيته 4 و3 جرحى.

ورصدت منظمات المجتمع المدني، اليوم الثلاثاء، انتهاكات في حملات المرشحين الدعائية، من بينها استغلال المال العام وتعمد العبث والإضرار بدعايات المتنافسين في انتخابات مجالس المحافظات.

ويستمر المرشحون وتحالفاتهم بتكثيف حملاتهم الدعائية في الشوارع والأزقة والطرق، وهناك استغلال لأسطح المحال التجارية والبنايات العالية والحدائق، ويجري كل ذلك بالتزامن مع الغزو الإلكتروني الذي نفّذته غالبية الأحزاب السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن انتشار فرق من الشباب للترويج الميداني لبعض المرشحين أصحاب الأموال الوفيرة، لا سيما من الشخصيات البارزة ضمن الأحزاب المهيمنة على السلطة في البلاد.

توقعات بزيادة العنف

بدوره، يرى الناشط المدني علي الحبيب، أن «مؤشرات العنف ستتصاعد خلال الحملات الانتخابية، بسبب التراشق وتبادل الاتهامات بين الاحزاب التي تمارس العمل السياسي، وهذا يأتي بسبب غياب فهمها لهذا العمل، والتعامل مع الانتخابات على أنها صراع مسلح، لذلك نشهد بعض المظاهر والمماحكات، التي تصل أحياناً إلى حد الصدام المسلح».

وأضاف الحبيب في تصريح لـ (باسنيوز)، أن «الغضب الشعبي الحاصل ضد مرشحي الانتخابات، وكذلك العملية السياسية برمتها له دور في تأجيج هذا الحال، حيث يرفض الكثير من الناس رؤية المرشحين، أو ملصقاتهم، باعتبارهم ينضوون ضمن الواقع السيئ الذي يعيشه العراق، وهذا يؤكد ضعف الثقة بين الناخب والمرشح، وعدم الإيمان المطلق بالعملية الديمقراطية»، مشيراً إلى «أهمية إطلاق حملات توعية بشأن أهمية الانتخابات ودورها في رسم مستقبل البلاد، كطريقة مثلى لإدارة الحكم، وتبادل السلطة بعيداً عن النزاعات أو التوترات، ما يسهم في تعزيز استقرار البلاد بشكل عام».

تراشق مبكر

وفي محافظة كركوك بدا الحال مختلفاً، حيث تشير مصادر إلى وجود تعمد من بعض الاحزاب، نحو التأثير على خيار الناخبين والتضييق عليهم، إذ تشير أرقام إلى تمزيق 30 ملصقاً لأحد مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني لمجلس محافظة كركوك، حيث سجل هيمن موفق، شكوى لدى المفوضية حيال تلك الممارسات على أمل إنهائها، وفق ما أعلن.

وبحسب إحصائيات مفوضية انتخابات محافظة كركوك، فإنه تم تسجل حتى الآن 56 شكوى من تمزيق الملصقات لديها، لكن المخالفات تزيد مع مرور الوقت واشتداد المنافسة.

بدوره، يرى عضو شبكة (شمس) لمراقبة الانتخابات، أحمد العبيدي، أن «التراشق الحاصل بين المرشحين،بدأ مبكراً هذا الموسم، وهو ما يكشف شراسة المنافسة، وعدم إيمان الكثير من المرشحين بالتنافس السلمي والشريف للوصول إلى مبتغاهم، وهو عضوية مجلس المحافظة».

وأضاف العبيدي لـ (باسنيوز)، أن «على مفوضية الانتخابات تكثيف العمل الرقابي، لتعقب هؤلاء المتورطين بتلك الجرائم، وإنزال العقوبات بحقهم لمنع الآخرين من هذا التصرف الذي يعكر صفو العملية الانتخابية، كما أنه يتسبب بخسائر فادحة للمرشحين، خاصة وأن الكثير منهم غير ميسوري الحال، باعتبار أن الانتخابات تُجرى للمجالس المحلية وليس البرلمانية».

وأعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي، مؤخراً، أنه سيتابع مع الجهات الأمنية المعنية هذا الواقع، لتعقب المتورطين بتلك الجرائم.

ووجه مجلس القضاء الأعلى في بيان، «محاكم التحقيق التنسيق مع الجهات الامنية المختصة للقبض على من يمزق الصور والدعايات الانتخابية للمرشحين لانتخابات مجالس المحافظات وفرض العقوبات وبحقهم وفق القانون».