كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×
محمد واني 13/08/2022

مسعود بارزاني ضمير الكورد النابض ‏

مسعود بارزاني زعيم كوردي سياسي مخضرم رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني اكبر الأحزاب الكوردية ‏واشدها بأسا في مقارعة الحكومات العراقية الشوفينية المتعاقبة وابرزها دفاعا عن مصالح القومية الكوردية وهو ‏نجل الزعيم الكوردي الأسطوري مصطفى بارزاني ، نشأ وترعرع في جو السياسة والمقاومة وتشبع بروح ‏الوطنية والقومية والدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الكوردي ، ولم يحدعنها قيد انملة.. وهو دائما يصف نفسه ‏بالجندي الكوردي "البيشمركة" المرابط في جبهات القتال للدفاع عن القضية الكردية العادلة . حمل السلاح وهو ‏ابن 14 سنة برفقة ابيه ، وحمل السلاح وهو شيخ ابن سبعين سنة للدفاع عن أربيل العاصمة في ناحية "بردي" ‏في 16 أكتوبر من عام 2017 عندما غزت القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي مدينة كركوك وتقدمت ‏نحو أربيل العاصمة  على اثر انسحاب الخونة الكورد من جبهات القتال في اللحظة الأخيرة!‏

اُطلق عليه  لقب "المرجع" السياسي لحكمته في إدارة البلد ومهاراته  القيادية والميدانية وتجاربه السياسية ‏الطويلة ...وهو مراقب ذكي للاحداث الساخنة في المنطقة ، ويعلم استراتيجية توازنات القوى والمصالح الدولية ‏والإقليمية ، وعمل كلاعب كبير وسط اللاعبين السياسيين الكبار في المنطقة ونسق معهم اللعبة ، المرة الوحيدة ‏التي خالف فيها اللاعبين الكبار وخرج عن القاعدة ، عندما ايقن ان القادة الشيعة من خلال تهديداتهم ‏وتصريحاتهم المعادية للإقليم ، يضمرون النية لغزو الإقليم ومهاجمته بعد اخراج قوات"داعش" من مدينة ‏الموصل التي تم تحريرها  في ( 10 يوليو 2017) ، فلم ينتظر" بارزاني"  حدوث ذلك ، حيث  اعلن في قرار ‏استباقي عن اجراء عملية استفتاء( 25 سبتمبر 2017 ) بعد شهرين من تحرير الموصل ، وذلك لعدة أسباب ‏منها ؛

أولا ؛ التخلص من الحصار الشديد الذي فرضه نوري المالكي على الشعب الكردي منذ 2014 .‏

‏ ثانيا ؛ تجاهل بغداد تنفيذ المادة 140 من الدستور التي تعالج ازمة المناطق المتنازع عليها التاريخية بين أربيل ‏وبغداد والتي بموجبها عاد الإقليم الى العراق وشارك في العملية السياسية في عام 2003 بعد ان كان منفصلا ‏عنه منذ 1991.‏

‏ ثالثا ؛ عدم الوفاء بالعهود والمواثيق السياسية المبرمة من قبل هؤلاء القادة الطائفيين ولجوئهم الى الكذب ‏والخداع!‏

‏ فقد تعرض الرئيس بارزاني الى ضغط نفسي هائل ‏لايتحمله الا الرجال الأقوياء نتيجة تجاوزات حكام بغداد المستمرة ‏على حقوق الكورد وعدوانهم على شخصه وعائلته طوال ‏سنوات حكمهم العجاف مدعومين بدول إقليمية ‏وجحوش الكورد التابعين لهم ، وقد رأى ان ‏الحل عن طريق الحوار والاتفاقات مع هؤلاء لن يفضي الى شيء ‏وقد جرب كل ‏الطرق الدبلوماسية الهادئة وعقد اتفاقات لاحصر لها معهم ولكن لافائدة!

الحل ‏الوحيد للمشاكل العالقة والأزمات القائمة هو الافتراق والاستقلال ويذهب كل ‏واحد الى حال سبيله ويختار ‏الحكم الذي يناسبه مادام التوافق معدوم بينهما ‏ولاتوجد اي بارقة امل لالتقائهما على ارضية مشتركة‎‏ ‏‎..‎وكثيرا ما ‏عبر عن اسفه وخيبة امله من هؤلاء القادة الطائفيون للقنوات الإعلامية العالمية ، وقد  نقلت قناة  ‏‎ BBC‏ ‏البريطانية بعض معاناته الثقيلة مع هؤلاء عندما تساءل ‏بحسرة "كيف اعطوا.. لانفسهم الحق في قطع الخبز عن ‏مواطني كوردستان ‏وكيف اداروا ظهورهم للتعهدات والقرارات والاتفاقيات!"‏

ملخص القول ..‏ لولا وجود رجل قوي ومحنك وذا تجارب واسعة يعرف كيف يتعامل مع الحكومات العراقية المتعاقبة مثل ‏‏"بارزاني"  ربما لما صمد إقليم كوردستان كثيرا امام المؤامرات والدسائس التي حاكها ضده الذين تحكموا بزمام السلطة في بغداد طوال ‏السنین الطویلة‌ الماضية.‌