كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×
طارق كاريزي 01/12/2021

اجهزة قنص الكاربون

انها مجرد فكرة. فكرة، ادعي بانها مفيدة جدا. اجهزة قنص الكاربون. لم يتصدى اي معمل حتى الآن لانتاجها او حتى التفكير بها. ويتعذر على خبراء الاقتصاد والتسويق تقدير وتحديد أسواقها وزبائنها. لأنها بكل بساطة هي فكرة لا غير. وهي فكرة جديرة بالاهتمام، طالما ان جميع الاكتشافات والابداعات تبدء من فكرة بسيطة، تماما مثل فكرتي هذه، عليه اطرح فكرتي باطمئنان وثقة، وكلي امل بأن تتحول الى مشروع عمل يخدم البشرية.

اليكم ايضاحات موجزة عسى ان تكون معينا لكم لفهم الفكرة وابعادها. المشكلة التي دفعتني للتفكير في هذا الامر والمساهمة بقدر متواضع في طرح فكرة يمكن ان تساعد البشرية للتوصل الى معالجة مشكلة عالمية كبرى باتت تهدد البشرية، هي مشكلة الاحتباس الحراري وارتفاع معدلات درجات حرارة الارض. فالعالم الآن يعيش ازمة بيئية حقيقية باتت تشكل تهديدا جادا لحياة الانسان على كوكبنا السيّار. عشرون دولة صناعية كبرى (G20) تستحوذ على 80% الاقتصاد العالمي ومصانع هذه الدول تحولت الى مصادر لانبعاث الكاربون (خصوصا غاز ثاني اوكسيد الكاربون)، وتزايد نسبة الكاربون في الغلاف الجوي للأرض تبعه تغييرات سلبية في البيئة والمناخ تنذر بتحولات خطيرة في النظام البيئي والحياتي (البايولوجي) لسكان الكرة الارضية وكافة كائناتها الحية.

لقاءات القمة لدول (G20) لم تثمر حتى الآن الى التوصل الى اتفاقات ملزمة لهذه الدول، فالاقتصاد وارباح الشركات الكبرى تجعلها غير مستعدة للتضحية بركائز الانتاج وايراداتها الضخمة، رغم كثرة المقترحات والافكار التي تؤسس وتخطط لبرامج تسهم في تقليل انبعاث الكاربون في المصانع الكبرى لهذه الدول. وبموازاة ذلك يصرح علماء البيئة والطبيعة باستمرار بتصاعد المخاطر التي تهدد البيئة والحياة الحيّة على الارض، هذه التصريحات التي تتناقلها القنوات الاعلامية وتطرق مسامع الكل.

انني اذ اطرح فكرتي هذه لا نية لي الادعاء او المطالبة بأية ايرادات قد تترتب تاليا على الابداعات التي تتولد من هذه الفكرة، هدفي الاسمى الاسهام بتقليل القلق لدى سكان الكرة الارضية وهم يعيشون تهديدات بيئية خطيرة باتت كالكوابيس التي تقض مضاجعهم وتسلب راحة بالهم وباتوا يدفعون بشكل متزايد فاتورتها مع صيرورة الزمان حيثما كانوا.

ملخص الفكرة، انه يمكن لعلماء البيئة والفيزياء ومراكز البحوث والدراسات ان تتبنى مشروع انتاج اجهزة (يمكن ان نطلق عليها اجهزة قنص الكاربون)، هذه الاجهزة مهمتها صيد الكاربون في الهواء والجوّ عموما، خصوصا في الاماكن والحالات التي تتجاوز نسبتها الطبيعية في الغلاف الجوي. هذه الاجهزة التي بعد ان يتم التوصل الى تصنيعها من قبل العلماء المتخصصين والحرفيين من الصناعيين، عندها يمكن التفكير في تصاميمها واماكن نصبها بحيث تستطيع هذه الاجهزة ابتلاع اكبر قدر مطلوب من غاز ثاني اوكسيد الكاربون وبقية الغازات الحاملة للكاربون وتحويلها الى كاربون سائل او صلب بحسب القدرة المشتركة لعلماء البيئة والفيزياء والصناعيين. ومن المؤكد ان الكاربون السائل والصلب والمسيطر عليه لا يشكل تهديدا للبيئة، بل يمكن توظيفه في استخدامات صناعية او زراعية وبيئية مفيدة.

هذه كانت باختصار الفكرة التي قصدت طرحها، عسى ان تكون جديرة بالاهتمام.