كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×
عنايت ديكو 22/11/2021

عفرين وضريبتها الكوردستانية والوطنية .!

قرابة أربع سنوات من الاحتلال التركي - الاخواني المشترك لإقليم عفرين … وعبر مخطط وتعاونٍ مشتركٍ ووثيق من قبل النظام السوري، وتبديل أهلنا بأهل الغوطة الشرقية  … وتهجير أكثر من 300,000 كوردي من مواطنهم الأصلية وعدم السماح لهم بالعودة الى مناطقهم وقراهم ثانية … والقيام بالتغيير الديمغرافي الشامل .!

أربع سنوات واقليم عفرين يأنّ من هذا التغيير الديمغرافي الخطير ومن توطين الغرباء وحرق المزارات والغابات وتغيير المعالم الطبيعية والجغرافية فيه.

أربع سنوات من القهر والذل والظلم والاعتقالات والتطهير العرقي واقليم عفرين لم يذق طعم الهدوء والسكينة بعد، أربع سنوات وإقليم عفرين مستباح للسرقة والنهب والاتاوات وحرق الأخضر واليابس، أربع سنوات من المقايضات السياسية والجغرافية والمناطقية بين تركيا وروسيا .!

مخطط كبير … شارك فيه الكبار قبل الصغار ، من روسيا وأمريكا وتركيا واسرائيل وقطر ومصر والنظام السوري والايراني والعراقي والسعودي والمصري والميليشيات الشيعية وحزب الله وغيرهم وغيرهم، الى جانب استقدام جماعات الكومبارس مما تسمىٰ بالمعارضات السورية وفصائلها الارهابية الى جانب الأمة الآيكولوجية الديمقراطية العابرة للحدود والقارات، والمتماهية مع النظام البعثي، والتي تصلح لكل المخططات والسيناريوهات والأوقات والأزمان .!

1 - كوردياً سورياً :

- لم نرىٰ ولم نشاهد والى اليوم جلسة استثنائية واحدة لحزبٍ كوردي واحد من أحزاب المجلس الوطني الكوردي الـ" ENKS " حول احتلال اقليم عفرين، وتداعياته القومية والانسانية والسياسية والكارثية على الكورد وكوردستان بشكلٍ عام، وآفاق الحلّ في كورداغ، ولم نرَ أو نسمع عن مركزٍ ثقافي أو اعلامي أو حقوقي أو بحثي استراتيجي كوردي أو كوردستاني وقد قام بتقديم محاضرات وأبحاثٍ أو دراسات كاملة وشاملة عن هذا الاحتلال واسباب سقوط اقليم عفرين في يد الاحتلال التركي.!

- لم نرَ اجتماعاً عاماً لحزبٍ كوردي سوري واحد، وقد دعا فيه أعضاءه الى الاجتماع والحضور، وقدَّم مشروعاً تفصيلياً ووصفاً وتقييماً وتحليلاً سياسياً للحالة وللكارثة وللحرب التي فُرضت على كورداغ وأهلها والتهمتها من كل الجهات.!

2 - أما " آبوجياً " …!

فالموضوع مختلف نوعاً ما، فحماس الهروب بالمال والقادة والسلاح أعمَت البصيرة عن مشاهدة هذه الكارثة القومية والتي حلَّت بنا وبأهلنا ومشاهدتهم للتراجيديا العفرينية من بابها الاستراتيجي.!

فحتىٰ الهاربين والمستسلمين من جماعة " البرخودانية والسردمة " وشركائهم والمتواطئين معهم من جماعة فندق شهباء الشام، لم نسمع منهم ولا من جوقتهم في الطوابق العليا شيء مفيد، غير الجعجعة وطحين سام وفاسد. ولم نرَ منهم أية مبادرة، صغيرة كانت أم كبيرة أو محاسبة ما، لضماد الجرح العفريني الأليم، ولحلحلة الموقف وانقاذ الشعب من الهلاك، أو على الأقل القيام بتقديم اعتذار تاريخي لأهلهم في عفرين.!

3 - سورياً عربياً :

- وعلى الطرف الآخر من الوطن والشراكة الوطنية … لم نسمع قط، رأياً وشريكاً وطنياً صادقاً، قد تعاطف مع محنة عفرين وأهلها، لا من كاتبٍ ولا من مثقفٍ عربي أو وطني سوري آخر من الآشور والسريان وغيرهم،… لا من القيراط والعيار الثقيل، ولا من العيار الوسط والمعتدل، ولا من المبتدئين والهواة ولا من صغار الكسبة، قام وناصر عفرين وشعبها وأرضها وناسها وثقافتها وخصوصيتها القومية، وأخذ عفرين كحالة وطنية له ولمن حوله.!

- ولم نرَ عنصراً واحداً أو شخصية سياسية أو ثقافية أو وطنية واحدة من طرف المعارضات السورية المختلفة اليسارية واليمينية والاسلامية والليبرالية المترامية الأطراف … قامت وقدَّمت ورقة عمل أو مشروعاً لأجل عفرين وأهلها وناسها، ورأت في الدولة التركية، دولة غطرسةٍ وإحتلال، وطالبتها بالخروج والانسحاب من سوريا .!

- ولم نرَ أيضاً ويا للأسف، حزباً سورياً واحداً، قام وساهم في اعتصامٍ وطني لأجل عفرين، أو وقف وقفة احتجاجية جماهيرية، أو خرج في مظاهرة ما للتنديد بالاحتلال التركي وطالبه بالخروج، أو اضرابٍ عن الطعام للتعبير عن الدعم والمساندة لأهل عفرين، والوقوف الى جانب موجة النزيف البشري التي خرجت وتماهت في البراري والضياع والمغتربات  .!

- فثلاثة أرباع المثقفين والمتثاقفين والكتاب والساسة والتنظيمات والمنظمات والأحزاب العربية السورية، أخذت بمبدأ " عدو عدوي صديقي". وهم مستعدون لتسليم مفاتيح كلّ من حلب وحماة وحمص وادلب ودمشق وغيرها وكل المناطق والقرى والقصبات الكوردية في سوريا لتركيا وللجيش التركي، نكاية بالكورد وبالحقوق الكوردية… وهم غير مستعدين للاقرار بالحقوق الالهية والدنيوية للشعب الكوردي.!

- لقد قلناها مراراً وتكراراً، وعبر عشرات المقالات والكتابات والمقابلات بأن مَنْ يسيطر على كورداغ سيسيطر على حلب، فعفرين هي الخاصرة الرخوة لحلب، ومَن يسيطر على حلب، رئة سوريا في الاقتصاد والثقافة والفنون والعلوم والمعارف والحضارة والتجارة؟ سيُسيطر على دمشق .!

4 - أما من جانب النظام البعثي:

- فالوضع كارثي أكثر، بإعتبار النظام السوري يرى في نفسه حامي الوطن والدستور والتراب السوري، فكان من الأجدر عليه القيام برفع طلبٍ الى الامم المتحدة وجامعة الدولة العربية والى الاتحاد الاوربي والى المؤتمر الاسلامي والى البرلمانات العربية وغيرها من المنظمات والمؤسسات الاقليمية والدولية للاعتراض على الاحتلال التركي للأراضي السورية، ومطالباً المجتمع الدولي بالضغط على تركيا والعصابات الاسلامية المجرمة التابعة لها، بالكف على اضطهاد هذا الشعب وتهجيره من مكانه ووقف التنكيل به، الى جانب التغيير الديمغرافي.