كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×
شريف علي 01/11/2021

الأوهام لن تغير التاريخ

المعلوم أن الشعوب تحافظ على معالم ماضيها وتراثها التاريخي لا بل تتسابق الأجيال لإستكشاف الأقدم بما هو متعلق به أو أية دلالات عن التجذر التاريخي لذلك الإرث، وقد يتجاوزالبعض الأخر ذلك ليقوم بإختلاق  الشواهد وتزييف الحقائق التاريخية وتحريفها، وسرقة إرث الأخرين منسبا إياها إلى تاريخه وماضيه ليضفي عليه طابعا غنيا ضارب في أعماق التاريخ .لكن أن يقوم المرء بطمس تاريخه وبذل ما بوسعه من تشويه ذلك التاريخ وتزييفه  وإستبداله بصورة محرفة قد لا تمت إل الأصل بأية صلة أو تتحض الأصل من جذوره فإن ذلك يتطلب التوقف عنده والعمل على الحد من هكذا نشاط ممنهج هدام بمختلف السبل المتاحة.

حقيقة ما استدعى تناول هذا الموضوع ،وإن يأتي بصورة مختصرة هو الانتشار الممنهج   بإطلاق أسماء مستعارة  من جانب الجهات المتحكمة بالمنطقة على العديد من الساحات والميادين والشوارع، أسماء تضفي على تلك الأماكن طابعا بعيدا عما هو عليه الأصل وبالتالي يساهم في تغيير الخارطة الاسمية للأماكن مع مرور الزمن خاصة لدى الأجيال القادمة مما يفصلهم عن ماض أسس له أباءهم وأجدادهم ،وإذا كانت هذه السياسة متبعة لدى البعث بتعريب الأسماء الكوردية ضمن إطار سياسة التعريب فإننا في هذه الحالة أمام تغيير من نوع آخر لا تقل خطورة عن الأولى كونها تتم بطمس الأصل والتعويض عنه ببديل مع الترويج لهذا البديل وترسيخه. قد يكون البديل هذا كورديا إلا إنه يبقى عامل تغيير وتشويه للأصل، خاصة إذا كانت هذه التسمية فضفاضة ودون مدلول محدد، هذا من جهة ومن جهة ثانية ما يتعلق بتشويه الموقع التاريخي من خلال إطلاق تسميات ذات صلة باماكن أخرى بعيدة جغرافيا عن المنطقة ورغم كورديتها لكنها تبقى عاملا وفعالا لقطع الجذور التاريخية لتلك الأماكن والمعالم وتنسيب هويتها لكوردستان الشمالية تحديدا بما يدعم الطرح العنصري البعثي الذي ينفي جغرافية كوردستان الغربية كجزء كوردستاني ملحق بالكيان السوري، وأن الشعب الكوردي فيه لا يتجاوز كونه هجرة كوردية من كوردستان الشمالية بتاثير اضطهاد الدولة التركية لهم.