كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

خبراء: الحقيبة المدرسية تتسبب بتشوهات .. وحملها انتهاك لحقوق الأطفال

يحذر الأطباء والمختصون في مجال حقوق الأطفال من مخاطر حمل الكتب المدرسية الكثيرة على الظهر بواسطة حقائب كبيرة الحجم قياسا بطول ووزن الأطفال، بالنظر لأنها قد تسبب تقوس الظهر وتحدبه وتكلس العمود الفقري، إلى جانب مخاطر صحية في نمو الطفل، وهو ما يعد انتهاكاً لحقوق الأطفال.

مشاكل صحية ومعنوية

وتؤكد الناشطة في مجال حقوق الإنسان أغادير مهدي، أن «حمل الطفل لحقيبة التعليم بأوزان ثقيلة تنعكس على صحة الطفل بالدرجة الأولى، لما له من تأثيرات على فقراته وانحناءات العمود الفقري والقلب وأعضاء الجسم الأخرى منذ صغره».

وتقول مهدي في حديثها لـ (باسنيوز)، إن «التأثيرات لا تتوقف عند المشاكل الصحية التي تتسبب بها الحقيبة المدرسية للأطفال، بل هناك آثار معنوية بانتهاك حقوق الطفل الذي لا تهتم العديد من الجهات لمثل هذه المشكلة المستمرة منذ سنوات ودون دراسة جدية وعميقة».

وتحمّل الناشطة، المسؤولية للمتخصصين والمعنيين في المجال التربوي والتعليمي، إذ «لم يبادروا بتقديم دراسة وافية وموضوعية تطبق لتقليل عبئ الطفل بحمله للحقيبة الثقيلة ولم يتم دراسة الحلول المؤكدة كحل بديل أو جذري للأسف لإنهاء معاناة الأطفال».

وتشعر مهدي بالأسف، لأن «المعنيين لم يأخذوا القضية على محمل الجد، فالجميع مشغول في جوانب أخرى بعيدة عن مراعاة حقوق الطفل والتي تعد من الضروريات، أولاً لتشجيعه على المضي في الدراسة وتقليل الجهد، وثانيا لتشجيعه على حمل الحقيبة بأريحية، وبالتالي تشجيعه على حب الدراسة من خلال وضع جدول للدروس التربوية والعلمية ورفدها بالدروس الفنية والرياضية والترفيهية».

وترى الناشطة، أنه «من الضروري زج الكوادر التربوية والتعليمية في دورات وورش تمدهم باعتماد طرق حديثة في التدريس داخل المدرسة، وتبعدهم عن الطرق التقليدية كما هو معمول به في الكثير من الدول العربية والعالمية، بحيث واجبات الطالب معظمها تنجز داخل أروقة الصرح التعليمي، وكل هذا يحفز الأطفال ويشدهم نحو مقاعد الدراسة».

وتأمل أغادير مهدي، أن «تتآزر الجهود من المتخصصين في التربية والطفولة والمنظمات الإنسانية الدولية منها والمحلية، وأن ينظر للتعليم بأكبر قدر من المسؤولية والمحبة، وخصوصاً بكل ما يعني باحتياجات الطفل ومعاناته».

وتابعت مهدي، أن «نظام التعليم لم يتقدم خطوة خلال السنوات بعد ٢٠٠٣ ولم نشهد أو نلمس أي تطور أسوة ببلدان عديدة، خصوصا أن العراق لديه الإمكانيات لكن للأسف لم يأخذ الموضوع بمحمل الجد».

وتصف الناشطة، دور المنظمات غير الحكومية بـ «الضعيف جداً» لأنهم «لم يطرحوا أية أفكار ولم يبذلوا الجهود لوضع الحلول، ويوماً بعد آخر تزيد معاناة التلاميذ دون مناشدات تطالب بالتوقف عن هكذا انتهاكات».

وكانت وزارة الصحة، قد أعلنت في وقت سابق وخلال ندوة أقامتها في بغداد حول النتائج السلبية لحمل الحقيبة المدرسية، أن «حمل الحقائب المليئة بالكتب الثقيلة يتسبب في إصابة الأطفال بتشوهات العمود الفقري، وأن هناك تعاون بين وزارتي الصحة والتربية لتقليل هذا العبء وتفادي ظهور أية آثار سلبية تؤثر على صحة الطفل مستقبلاً».

الوالدين والنظام التعليمي

من جانبها تقول التربوية إسراء مولود في حديث لـ (باسنيوز)، إن «هناك أسباب عديدة يضطر من خلالها الطفل إلى حمل كل تلك الكتب في حقيبته التي قد تزن من ( 8-15 كيلوغرام)، فإهمال بعض أولياء الأمور لأطفالهم وما يأخذونه من دروس يومياً يدفع المعلم إلى الطلب من الطفل أن يجلب جميع كتبه ودفاتره يومياً، بالنظر لأن الطفل وخصوصاً في المرحلة الابتدائية يكون غير قادر على قراءة وتمييز ما نكتب له في الجداول المدرسية».

كما أن «هناك مشكلة في النظام التعليمي، إذ يجب على الطفل أن يكون لديه كتاب رئيسي وكتاب آخر للنشاط المدرسي لكتابة التمارين، ودفتر لإعادة كتابة التمارين التي يأخذها الطفل في النشاط المدرسي، ونحن المعلمون ملزمون بذلك بحسب تعليمات المشرفين التربويين».

وأضافت التربوية، أنه «إذا ما قمنا بحساب عدد الكتب التي سيحملها الطفل معه إضافة إلى كراس نشاط ودفتر نشاطات سيبلغ عدد الكتب والدفاتر التي قد يحملها الطفل في حقيبته حوالي 20 كتاب ودفتر وكراس نشاط يومياً وطوال الفصول الدراسية».

وبحسب مؤشرات منظمة الصحة العالمية، يجب أن «لا يتجاوز وزن الحقيبة المدرسية 10% من وزن الطفل».