كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

باحث كوردي: PKK يجمع مليار دولار سنوياً من غربي كوردستان

أكد باحث سياسي كوردي سوري، اليوم الجمعة، أن حزب العمال الكوردستانيPKK حول غربي كوردستان (كوردستان سوريا) إلى مزرعة حزبية له، إذ يستجمع ما يقارب مليار دولار سنويا بحسب بعض التقارير البحثية، وتُرصَد هذه الأموال في البنوك الأوربية بحسابات شخصية، وعلى شكل نشاطات تجارية لحساب الحزب بأسماء غير حزبية.

وقال عبد الرحمن كلو في حديث لـ (باسنيوز): «إذا ما تابعنا الوثائق التي أفصحت وتفصح عنها بعض رجالات الدولة التركية بين الحين والآخر إضافة إلى المعلومات التي وثقتها القيادات العسكرية والسياسية التي تركت صفوف PKK مقترنة مع التصريحات العلنية للقيادات الحالية لهذا التنظيم وأشكال نشاطاتهم العسكرية على الأرض، لن يصعب علينا قراءة سلوك العمل الوظيفي لهذا التنظيم في أي جزء من كوردستان».

وأضاف أن «السلوك الوظيفي العام لـ PKK لا يخرج عن الإطار المفاهيمي للاستراتيجيات المرسومة له إقليميًا، وهو نتاج ضرورات مركبة متداخلة إلى حد كبير ربما تكون معقدة بعض الشيء لكنها لا تخرج عن حلقة البحث الإقليمية المشتركة تجاه القضية الكوردية، وكل تلك المعطيات التوثيقية التاريخية والسياسية تقول إن هذا التنظيم هو صنيع الدولة العميقة في تركيا وهو أحد أهم أدواتها في مواجهة حركة التحرر الوطني الكوردستانية».

وتابع كلو «لذا فمن المسلم به قراءة هذا التنظيم في إطار مهامه الوظيفية المكلف بها من قبل المنظومة الأمنية للدول التي تقتسم كوردستان، ولا ينبغي علينا الخروج عن تلك الثوابت المعرفية عند التعريف به أو تناول ممارساته العدوانية تجاه الكورد»، مردفاً «أما الفصل القسري أو المتعمد لسلوك هذا التنظيم عن استراتيجية العمل الممنهجة لتركيا وإيران يعني التعمد على تقزيم القضية وتحجيمها بحسب معايير ومقاسات المصالح الحزبية في الصراع مع PKK على الامتيازات على مبدأ الربح والخسارة، وهذا يعني الشراكة في الجريمة والعمل معه في مؤسسات المنظومة الأمنية لتلك الدول، والالتقاء معه عند الدولة العميقة في تركيا كأداة وظيفية أخرى بتسمية مختلفة».

‏وأوضح «بما أن التغيير الديموغرافي وإنهاء الوجود القومي الكوردي في غربي كوردستان هو من أولى أولويات استراتيجية العمل المشترك للتحالف العثماني الصفوي، لذا فمن صلب المهام الوظيفية لـPKK  أن يرفض عودة سكان عفرين إلى ديارهم وأن يحاول ممانعة حالة التطبيع في كورداغ/ عفرين كما يمارسها في شنگال، وهو لم يدخر جهدًا في العمل على تنفيذ سياسة التهجير الممنهجة في باقي المناطق بالتنسيق مع تركيا».

وأردف الباحث الكوردي بالقول: «حالات العودة الحالية إلى الديار في عفرين تعود لترتيبات تكتيكية روسية مع النظام من جهة ومع الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى ضد تركيا أولًا قبل أن تكون ضد PKK، ففي الوقت الذي تعارض فيه PKK عملية العودة وتملأ الأرض صراخًا وعويلًا بالحديث عن ظروف الاحتلال، في الوقت ذاته لا تتجرأ تركيا على ممانعة العودة رغم امتعاضها واختلاق الإجراءات الأمنية المربكة للعملية».

صوت العراق | باحث كوردي: PKK ذراع الثوري الإيراني في شنگال

عبد الرحمن كلو

وأشار إلى أن «الحسابات ذات الأرقام الكبيرة بدأت تطفو على السطح وتظهر للعلن، والخلاف الروسي التركي بات أكثر وضوحًا في إدلب من خلال القصف الروسي لمواقع حلفاء تركيا من جبهة النصرة في إدلب، أما جوهر الخلاف الخلاف الحالي فمرده تداعيات الحالة الأفغانية حيث الدعم الروسي للتاجيك والتركي لطالبان، ومن المرجح أن يمتد الخلاف إلى الجبهة الأذربيجانية الأرمنية في كاراباخ المرشحة للانفجار في المستقبل القريب».

ومضى كلو بالقول: «يبقى جوهر الأزمة بأبعادها السياسية والاقتصادية وحتى المجتمعية والأخلاقية في تواجدPKK  داخل الجسد الكوردستاني نيابة عن الأنظمة الإقليمية، والخلاف بين حركة التحرر الوطني الكوردستانية وبين هذا التنظيم أبعد من الخلاف مع الدول الإقليمية التي تقتسم كوردستان، إذ يتجاوز الحدود والأبعاد السياسية إلى البعد الأخلاقي حيث يتعمد على تفكيك الخلية المجتمعية وإفسادها من خلال فرض أنماط سلوكية ممسوخة ومشوهة بعيدة عن المعايير القيمية للمجتمع الكوردي».

‏وذكر أن «PKK لم يتواجد في غربي كوردستان لإدارة المناطق الكوردية كما يُخَيَّل للبعض، بل تواجد لإدارة الأزمة كما ترسمها الدوائر الاستخباراتية للدول الإقليمية، لذا فهو جزء من الأزمة وأحد محاورها الأساسية التي تعمل على إرغام ما تبقى من الناس على الهجرة من خلال خلق حالة عوز معيشية في كل مجالات الحياة»، مضيفاً «إذ حول غربي كوردستان إلى مزرعة حزبية لـ PKK، إذ يستجمع ما يقارب مليار دولار سنويا بحسب بعض التقارير البحثية، وتُرصَد هذه الأموال في البنوك الأوربية بحسابات شخصية، كما وعلى شكل نشاطات تجارية لحساب الحزب بأسماء غير حزبية من جوقته في الطابور الخامس».

وقال كلو: «مع هذه الحرب الاقتصادية الظالمة في الداخل على أبناء شعبنا، لم يبق أمام الشباب الكوردي سوى الهجرة التي تفرض عليه كل يوم ومع كل جانب من جوانب الحالة المعيشية القاتلة التي أضيفت إلى الجانب السياسي الذي تعمل فيه سلطة PKK على إلغاءه منذ عام ٢٠١٢».

وأكد أن «هذا التنظيم هو جزء من تقاطعات الأجندات التركية والإيرانية لراهنية الأزمة السورية، فالولايات المتحدة الأمريكية وحدها تمتلك مواجهة سلوك هاتين الدولتين وأدواتهما في سوريا والعراق والمنطقة عمومًا، كما أنه من المفيد التذكير بضرورة العمل مع واشنطن والتعويل على مهام قوات التحالف الدولية في مكافحة الإرهاب للعمل على مسارين متلازمين في خضم المواجهة مع هذه المنظومة العدوانية المتكاملة:

‏- ‏مسار تنسيقي مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف الدولية ضد إيران وتركيا ومواجهة ميليشياتهما الإرهابية في الساحتين العراقية والسورية على حدٍ سواء كون الساحتين ساحة صراع واحدة.

‏- والمسار الآخر هو العمل على كافة الصعد الإعلامية والسياسية والمجتمعية داخليًا وخارجيًا لفضح ممارسات ميليشيات PKK الإرهابية وتسميتها باسمها ممارسةً وتوصيفًا دون فصلها كسلوك وظيفي عن استراتيجية العمل المشترك للتحالف العثماني الصفوي».

‏وختم عبد الرحمن كلو حديثه قائلاً: «علينا أن لا ننسى مخاطر طعنات الغدر من الطابور الخامس الذي يدعي الحيادية والوسطية ويعمل كطرف ثالث في المساحات البينية المتداخلة ذات اللون الرمادي المتغي».