كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

في طريقها إلى قنديل .. إتاوات PKK تثقل كاهل المواطنين في غربي كوردستان

قطع إحدى أذني صائغ رفض دفع إتاوة كبيرة لأحد كوادر الحزب

لطالما كان جمع الإتاوات بمختلف تسمياتها وتوصيفاتها، وعبر التهديدات المباشرة تارة والمُبطنة تارة أخرى، السلوك البارز لحزب العمال الكوردستاني PKK في مختلف مناطق تواجده، خاصة في مدن وأرياف غربي كوردستان (كوردستان سوريا)، ومنذ تأسيس هذا الحزب.

اليوم وبعد سيطرة الإدارة الذاتية على مساحات واسعة من كوردستان سوريا، باتت الإتاوات تُحصل من المواطنين بطريقتين، الأولى عن طريق الضرائب المزعومة التي تفرضها مؤسسة المالية التابعة للإدارة الذاتية على العاملين في مختلف المؤسسات التابعة لها وعلى أصحاب المحال التجارية وشركات القطاع الخاص والمعامل والتُجار، والثانية يتم تحصيلها تحت اسم (Alîkarî) أي مساعدة حزب العمال الكوردستاني PKK مادياً، وهذا الأمر يتم عن طريق التهديد المبطن أو المباشر.

مبالغ طائلة وتهديدات

في الفترة الأخيرة، كثر الحديث عن زيارات يقوم بها موظفون من المالية وكوادر PKK لمختلف المشافي الخاصة والمطاعم والمقاهي وشركات الصرافة والمعامل، وإجبار أصحاب هذه المنشآت على دفع مبالغ مالية كبيرة.

(م.ع)، إداري في أحد المشافي الخاصة بمدينة قامشلو قال لـ (باسنيوز): «اثنان من كوادر PKK زارا إدارة المشفى وطلبا دفع 20000 دولار أمريكي كـ (Alîkarî)، وهو مبلغ كبير جداً إذا ما قارناه بمدخول المشفى السنوي».

موضحاً «نحن نأخذ من مراجعي المشفى العملة السورية، وإذا ما ضربنا قيمة هذه الدولارات بالعملة السورية سيصبح مبلغاً كبيراً جداً، المشفى يعجز عن دفعه».

وأضاف الإداري الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية «بعد مفاوضات لأيام معهم وتدخل وسطاء استطعنا تخفيض المبلغ لأقل من النصف وبالعملة السورية».

ولفت إلى أن «الأمر جرى عن طريق التهديد المبطن، حيث قال كوادر PKK: (إن لم تدفعوا فهذا يعني أنكم لستم مع نضال الحزب والتضحيات التي قدمها ولستم مع فكر أوجلان، وهذا ليس في مصلحتكم)».

وتتفاوت مبالغ الإتاوات المفروضة على القطاع الخاص بحسب تقدير كوادر PKK بشكل مجازي، إذ تبدأ بعدة آلاف من الدولارات، لتصل إلى مبالغ طائلة تبعاً لحجم نشاط وعمل تلك الفعاليات الاقتصادية، والتي ربما لا تستطيع تحقيق أرباح بحجم الإتاوات التي تفرض عليهم.

بازارات .. واستياء

هذا الأمر، لاقى استياءً واسعاً من قبل أصحاب المشاريع والفعاليات الاقتصادية المختلفة، لا سيما في مدينتي قامشلو والحسكة والتي يكثر فيهما المشافي الخاصة والمطاعم.

(أ.س) صاحب مطعم من مدينة الحسكة قال لـ (باسنيوز): «لن أدفع قرشاً واحداً لهؤلاء ولو على قطع رقبتي.. هناك قسم المالية (يتبع للإدارة الذاتية) ولديهم بيانات وتقييمات وندفع لهم كل عام، أما هؤلاء يطلبون منا أن نعطيهم من جيبنا أو أن نقوم بإغلاق المطعم، الأمر لا يطاق!».

ويقوم كوادر PKK وبعد فرض المبلغ المراد دفعه، بالدخول في عملية (البازار) مع أصحاب هذه المنشآت الذين يرفضون غالبيتهم دفع هكذا مبلغ، ويتوصلون في الغالب لمبلغ يرضي الطرفين، فصاحب المنشأة يريد الحفاظ على رزقه ويتخوف من تبعات رفضه للدفع.

ماذا إن لم تدفع؟

الإتاوات ذاتها يفرضها PKK على أصحاب الأراضي الزراعية في كوردستان سوريا، وأيضاً على أصحاب الحصادات خلال فترة جني المحاصيل، وذلك عن طريق مجالس الكومينات (لجان الأحياء التابعة لـ PYD) المنتشرة في القرى.

بالصدد، أفاد مالك أرض زراعية من إحدى قرى جنوبي مدينة عامودا لـ (باسنيوز) «عند الانتهاء من عملية الحصاد لموسم العام الفائت طلبوا مني (Alîkarî) وفرضوا عليّ مبلغاً يقارب 300 دولار أمريكي عن محصولي الذي لا بتجاوز إنتاجه 2000 دولار!».

وأضاف «بصراحة لم أقم بتسديد المبلغ وقتها ورفضت، وعند الشروع بزراعة أرضي موسم هذا العام، أتى رئيس الكومين وقال لي: (الهفالات – كوادر PKK) طلبوا مني أن أبلغك إما أن تدفع المبلغ أو أنهم لن يسمحوا لك بزراعة أرضك)، فدفعت لهم نصف المبلغ حتى كفوا بلاءهم عني».

إلى ذلك تعرض صائغ من مدينة كوباني يعمل في حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكوردية بمدينة حلب، لقطع إحدى أذنيه بعد رفضه دفع إتاوة كبيرة طلبها منه أحد كوادر PKK، إذ قاموا باختطافه واحتجازه لنحو ساعتين ليخرج مقطوع الأذن!.

وتذهب هذه الإتاوات التي يتم تحصيلها من مواطني كوردستان سوريا (عنوة) إلى معقل PKK في قنديل كما هو دارج منذ عقود، الأمر الذي بات مألوفاً لدى أهالي المنطقة، وذلك لتمويل نشاطات وعمليات الحزب الكوردي التركي.

يأتي كل هذا فيما تشهد كوردستان سوريا ظروفاً معيشية وأمنية صعبة للغاية، تدفع من بقي من كورد للهجرة، في ظل تفرد حزب العمال الكوردستاني PKK بالسلطة والتضييق المستمر على السكان.