كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

«قفزة» وزير الخارجية الإيراني تثير غضب العراقيين .. رسائل مبطنة في الوقت الضائع

أثار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، غضباً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، إثر مخالفته البروتوكول أثناء فقرة التقاط الصور التذكارية للزعماء المشاركين في مؤتمر بغداد للتعاون والشركة.

وعُقد المؤتمر، بحضور عربي وإقليمي لافت، فضلاً عن مشاركة «استثنائية» من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وخلال فقرة التقاط الصور التذكارية، «قفز» اللهيان إلى مكان غير مخصص له، قرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو ما أثار تساؤلات وضجة واسعة، بسبب ما اعتُبر محاولة للإساءة إلى الدول الحاضرة، أو التشويش على المؤتمر.

وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، صور اللهيان، وهو يقف في المكان الخطأ، وترك مكانه فارغاً، بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ورئيس منظمة التعاون الاسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين.

وأعطى محللون سياسيون عراقيون ومدونون، ما قام به اللهيان بعداً سياسياً، وإيحاءً بنفوذ بلاده على العراق، عبر «قفزه» من المكان المخصص للوزراء، إلى مواقع رؤساء الدول والقادة، وهو ما يشبه سلوك بلاده في الداخل العراقي، والقفز المستمر على الأعراف والقوانين الداخلية، وفق تعبيرهم.

ورأى آخرون، أن الوزير الإيراني يدرك أن الوضع الحالي يختلف عن السابق، لجهة استمكان العراق ولو نسبياً من قراره السياسي، لكنه يسعى إلى تلك «الحركات» في الوقت الضائع، ولا يمكن للعراق أن يعود إلى المربع الأول.

سلوك غير مستغرب

ورأى مراقبون عراقيون، أن سلوك الوزير الإيراني غير مستغرب، فهو يمثل سلوك بلاده تمامًا ونظرتهم للعراق كدولة فاقدة للسيادة، وبأنهم الأوصياء الشرعيون لهذهِ البلاد، خاصة وأن إيران لم تكن مقتنعة بالقمة منذ البداية، في ظل رغبتها الدائمة بالحديث عن الشأن العراقي، مع الولايات المتحدة فقط.

الخبير في الشأن العراقي رمضان البدران، قال إن «سلوك وزير الخارجية الإيراني قد يؤشر إلى نقص في خبرته بالبروتوكولات، ولياقة التعامل بدبلوماسية، لكنه أراد أيضاً إيصال رسالة بأن المؤتمر في الحقيقة يناقش النفوذ الإيراني في العراق، وكل المجتمعين كانوا في كفة واحد، وإيران في كفة أخرى».

وأضاف البدران في تصريح لـ (باسنيوز)، أن «الإيرانيين لم يقتنعوا منذ البداية في المؤتمر، وكان سلوكهم سيئاً، حيث لم يتحدث وزير الخارجية الإيراني في الجلسة بشيء، ما يؤكد أنهم حضروا متفرجين للاطلاع على ما يتحدث به الآخرون بشأن العراق».

وانتقد معلقون عراقي عبداللهيان بسبب كلمته التي تدخل فيها بالشأن الداخلي للعراق، عندما انتقد عدم دعوة سوريا إلى المؤتمر، فضلاً عن مطالبته بخروج القوات الأمريكية من البلاد، وحديثه عن التبادل التجاري بأرقام مغلوطة.

ونقلت وسائل إعلام محلية، عن مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، قوله، إن «أماكن وقوف ضيوف قمة بغداد كانت مُعدة مسبقاً وتم تسليم وثيقة تبيّن أماكن وقوف كل ضيف إلى البعثات الزائرة».

وبحسب المسؤول الذي لم يكشف هويته، فإن «الخطأ البروتوكولي الذي ارتكبه وزير الخارجية الإيراني السيد أمير عبداللهيان ربما يعود لتزامن انعقاد القمة مع حداثة عهد الوزير بالمنصب والشؤون البروتوكولية».

ومنذ الإعلان عن القمة، سعت مجموعات مسلحة في الداخل العراقي، إلى التدخل في مجرياتها والتأثير عليها، من خلال دعوة أطراف معينة على رغم من عدم موافقة الحكومة العراقية عليها، كما حصل مع سوريا، حيث تلقت دعوة من رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، دون مناقشة ذلك مع المسؤولين عن القمة.

ومنذ أيام، تشن وسائل إعلام تابعة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الممول إيرانياً، حملة ضد القمة والشخصيات الحاضرة فيها، بهدف التشويش على المكتسبات التي حققتها، إذ ساد نسق موحد بشأن عدم جدوى تلك القمة، وعدم تحقيق أية مكاسب منها للعراق، وذلك عبر قنوات تلفزيونية، ومواقع ووكالات خبرية.

قلق من الانفتاح العراقي

الخطاب ذاته تماهت معه وسائل إعلام إيرانية، فضلاً عن تصريحات بعض مسؤوليها بشأن الدول غير الحاضرة مثل سوريا، فيما تحدثت مصادر عراقية عن رفض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الحضور إلى القمة، على رغم المحاولات العراقية التي تكررت مرتين، وتم الاتفاق أخيراً على حضور وزير الخارجية.

الصحفي العراقي إياد علي، رأى أن «القلق الإيراني كان حاضراً من تلك القمة من خلال المؤشرات التي تحسستها وسائل الإعلام والرأي العام، عبر التخوف من الانفتاح العراقي على الدول المجاورة، خاصة في ظل الحضور العربي الكبير، ورؤساء دول ربما لأول مرة يدخلون إلى بغداد، ما يؤشر إلى بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين العراق ومحيطه العربي».

وأضاف علي في تصريح لـ (باسنيوز) أن «النجاح الدبلوماسي للقمة بالتأكيد سيقلق إيران التي ساهمت بحصار العراق دبلوماسياً خلال الفترة الماضية، من خلال إثارة القلاقل ودعم المجموعات المسلحة، بهدف إيصال صورة عن الارتباك في الداخل العراقي، لكن اليوم أثبتت الدول الحاضرة، بأنها قادرة على لعب دور في إخراج العراق من محنته».

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بـ «حركة» الوزير الإيراني، حيث تعرض إلى انتقادات حادة، فيما رأى آخرون أهمية عدم التركيز على سلوك اللهيان، والاحتفاء بمخرجات المؤتمر، ونجاحه.