كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

باحث كوردي: PKK ليس كياناً سياسياً .. بل أداة أزمة متعددة الاستخدامات

أكد باحث سياسي كوردي سوري، اليوم الاثنين، ضرورة  العمل على كافة الصعد الإعلامية والسياسية والمجتمعية داخليًا وخارجيًا لفضح ممارسات ميليشيات حزب العمال الكوردستاني PKK الإرهابية وتسميتها باسمها ممارسةً وتوصيفًا وطردها من الساحة السياسية لكورد سوريا، لافتا إلى أن PKK كسلوك سياسي هو حالة وظيفية لتحالفات وتفاهمات إقليمية ذات علاقة بالقضية الكوردية.

وقال عبد الرحمن كلو في حديث لـ (باسنيوز): «من المغالطات السياسية أن نتجاوز الاستقراء والاستنباط القائم على الاستدلالات المنطقية في تفسير الظاهرة السياسية، وPKK مثالًا، فبعيداً عن التوصيفات النمطية المفتعلة، PKK كسلوك سياسي هو حالة وظيفية لتحالفات وتفاهمات إقليمية ذات علاقة بالقضية الكوردية، لذلك وقبل أية قراءة داخلية لهذا التنظيم علينا متابعة متغيرات سلوك هذه الدول مع التداعيات الإقليمية أو الدولية للقضية الكوردية»، مضيفاً «عندئذ يمكن قراءة حقائق مستجدات المتغيرات الداخلية في داخل بنيان هيكلية هذا التنظيم بوصفة أداة تنفيذ وظيفية لمنظومة مؤسساتية متكاملة محركها الأساس الدولة العميقة في تركيا».

 ‏وأضاف أن «التبعية المطلقة لهذا الحزب للدول التي تقتسم كوردستان تفرض عليه مركزية مطلقة وشمولية مطلقة غير قابلة للتفكك إلا بالتمزق والانهيار من خارج تكهنات السياقات المنطقية ذات العلاقة بالسبب والنتيجة، وعليه فالسلوك التنظيمي في حياة الحزب الداخلية لا تحكمه أية معايير سوى معايير المهام والتوجيهات الخارجية، وحتى في الأنشطة الاقتصادية والثقافية أو الاجتماعية فهو محكوم بالقواعد المرسومة له بما يخدم استراتيجية هذه الدول».

كما قال كلو: «إن الحزب في المنحى الآيديولوجي لا يمتلك ناصية أية مدرسة فكرية محددة، إذ يتخبط في مستنقعات المذاهب الفكرية متنقلًا من الماركسية إلى الأتاتوركية إلى الأناركية اللاسلطوية، إلى الأممية الكونية الآيكولوجية»، مشيراً إلى أن «كل هذه التسميات يجب بالضرورة أن تكون استثمارًا لحالة حرب مفتوحة مع الحالة القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية، وعليه فهو يتبع حالة سياسية متغيرة في الشرق الأوسط ذات علاقة بسلوك مؤسساتي عدواني لتحالف عثماني صفوي خاص بالحالة الكوردية في المنطقة».

باحث كوردي: هجوم PKK على البيشمركة عمل ممنهج ضد الكيان الكوردستاني

عبد الرحمن كلو

وتابع «‏لذلك وجود هذا الحزب كمنظومة أدوات خدمية وظيفية مترابطة بأسماء مختلفة بحسب الحالة الوظيفية متلازم مع وجود الأنظمة الحالية القائمة على رأس هذه الدول وموقفها من جنوبي كوردستان ككيان جغرافي سياسي مشرع في إطار الحالة الدستورية العراقية، ولن تغيب هذه الأدوات عن المشهد السياسي إلا بزوال هذه الأنظمة»، مستدركا بالقول: «لكن بنتيجة الضغوطات الأمريكية على سلوك هذه الدول في مناطق نفوذها تضطر هذه الدول أن تضغط على أدواتها أو تغير من مهامها بحسب الحالة، ليبدو لنا المشهد على أنه سلوك داخلي أو أزمة داخلية لكنه في الحقيقة ليس سوى أحد أشكال تداعيات الصراع الأمريكي الإيراني أو الأمريكي التركي».

وأردف الباحث الكوردي قائلاً، إن «هذا التنظيم بكليته ليس كيانًا سياسيًا مستقلًا بقدر ما هو أحد عناصر الأزمة كأداة متعددة الاستخدامات، إذ يتكيف مع مقتضيات المهام في كل ساحة وفق ظروف وشروط العمل، وبما أن هذه الميليشيات تعيش في المساحات اللاشرعية من الصراع في المنطقة فهي سوف تبقى مع بقاء الأنظمة اللاشرعية، ربما تغير من لبوسها أو مسمياتها لكنها سوف تبقى في الجوهر, الجهاز الأمني - للدولة العميقة في تركيا- المكلف بإدارة الملف الكوردي في المنطقة».

وقال: «بما أننا نكون أمام عدوان إقليمي متكامل الأطراف عند مواجهة هذا التنظيم، لهذا نحن محكومون بالمراهنة على الدور الأمريكي من خلال المصالح المشتركة والمتداخلة في منطقة نفوذها، إذ لأمريكا حظوة كبيرة من تواجد هذا التنظيم على الساحة السورية، ووحدها أمريكا لها القدرة على تغيير موازين القوى ضد الأجندة التركية تحديداً التي قايضت النظام على حلب مقابل الكورد، وحالة الصدام بين المشروع الأمريكي وأجندات الإحتلال التركي في شمال سوريا من جهة وبينه وبين المشروع الإيراني الشيعي العابر للحدود».

وأضاف كلو «يمكن أن يصاب جسد هذا التنظيم بالخلل الوظيفي أو أن يتعرض إلى حالة التشظي أو التمزق في الساحة السورية على أقل تقدير، وهذا يحتاج إلى جهد متكامل بين أطراف حركة التحرر الوطني الكوردستانية، بعيدًا عن الأيادي التركية وسطوتها، ويمكن الاستشعار عن مستقبل هذه المنظومة في سوريا من خلال شكل مواجهته في شنگال من قبل حكومة الكاظمي والولايات المتحدة الأمريكية وإقليم كوردستان، في إطار الحرب على الإرهاب والنشاطات الإرهابية في المنطقة عمومًا».

 ‏وختم عبد الرحمن كلو حديثه قائلا:  «يجب بالضرورة أن يكون العمل على مسارين متلازمين لا يمكن الفصل بينهما:

 ‏- مسار ضد سلوك إيران وتركيا ومواجهة ميليشياتهما الإرهابية في الساحتين العراقية والسورية على حدٍ سواء كون الساحتين ساحة صراع واحدة.

- المسار الآخر هو العمل على كافة الصعد الإعلامية والسياسية والمجتمعية داخليًا وخارجيًا لفضح ممارسات ميليشيات PKK الإرهابية وتسميتها باسمها ممارسةً وتوصيفًا وطردها من الساحة السياسية لكورد سوريا، والمحاولات التي تتعمد الفصل بين المسارين تتعمد تقزيم القضية وتحجيمها بحسب معايير ومقاسات المصالح الحزبية في الصراع مع PKK على الامتيازات، وهي بذلك تلتقي معها عند الدولة العميقة في تركيا».