كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

خبراء: المواقع الأثرية بدون حماية والعشائر تتقاتل للسيطرة عليها

تعرضت آثار العراق إلى التدمير والنهب الممنهج على مدى عقود من الزمن، ولازال النهب والتخريب مستمراً.

وبحسب المصادر الحكومية والمنظمات المهتمة بالآثار يبلغ عدد المواقع الأثرية في العراق أكثر من 12 ألف موقع، تضم آثارا تعود إلى حقب زمنية مختلفة.

حارس واحد لكل كيلومتر

ويقول المؤرخ العراقي والخبير في التراث الثقافي الدكتور علي النشمي لـ (باسنيوز)، إن «هناك آلاف المواقع الأثرية  في العراق وهي بدون حماية، وحتى إن وجدت الحماية فقد يتم وضع حارس واحد لكل كيلو متر مربع من المناطق الأثرية».

وأضاف الدكتور النشمي، أن «هناك مناطق أثرية في جنوب البلاد مهملة، كموقع نيبور الذي صار أشبه برجل مصاب بالجدري من كثر الإهمال، وتقع مدينة نيبور الأثرية في محافظة الديوانية التي كانت  قبل سبعة آلاف عام تمثل أهم المراكز الدينية للأكديين والبابليين والمشهورة بمعابدها ومكتباتها وقصورها».

واستدرك النشمي قائلاً: «إن بعض الآثار تقع ضمن سيطرة العشائر»، مبيناً أنه «قبل سنوات تصارعت وتقاتلت عشيرتان على منطقة فيها آثار فكان الحل تقسم المنطقة إلى جزئيين كل عشيرة تسيطر على  جزء من الآثار».

لفترة محدودة»: هكذا صارت الآثار العراقية في متناول الجميع | منشور

وأوضح النشمي، أن «العراق فقد الكثير من المفردات التاريخية المهمة، وأغلب المواقع التي كانت مُسجلة ضمن التراث العالمي تم تدميرها على أيدي عناصر تنظيم داعش الإرهابي»، مشيراً إلى أن العراق «فقد إرثاً عظيماً لا يمكن تعويضه».

ولا تجد المواقع الأثرية في العراق الحماية الكافية، حيث لا يوجد سوى 4000 حارس غير مدربين وغير مجهزين بالقدر الكافي لحراسة أكثر من 12 ألف موقع أثري، الأمر الذي جعل العديد من هذه الأماكن عرضة للسرقة حتى يومنا هذا.

إعادة 17 قطعة أثرية للعراق

وكان وزير الثقافة والسياحة والآثار، حسن ناظم، قد أعلن في وقت سابق أن الطائرة نفسها لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بعد انتهاء زيارته المهمة إلى واشنطن، سوف تعود وعلى متنها 17 ألف قطعة أثرية تم سرقتها وتهريبها لخارج العراق خلال الفترة الماضية.

كما أكدت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، أن هناك تعاوناً دولياً في استعادة الآثار المنهوبة والمسروقة من المواقع الأثرية والمتحف العراقي بالعاصمة بغداد.

وفقًا للإحصاءات الرسمية، تم سرقة أو إتلاف حوالي 150000 قطعة أثرية ثقافية من العصر الحجري خلال الفترات البابلية والآشورية والإسلامية على أيدي اللصوص، وخاصة في متحف العراق، بعد الإطاحة بالنظام السابق عام 2003. ثم بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق عام 2014، تم تدمير متحف الموصل ومدينتي الحضر والنمرود القديمتين، مع تهريب أعداد كبيرة من الآثار.

كيف نهبت آثار العراق؟

وتشير الإحصاءات إلى أن هناك اكثر من 10000 موقع في العراق معترف بها رسميًا كمواقع أثرية ، لكن معظمها غير محمية ولا يزال العديد منها يتعرض للنهب.

الفصائل تهرب الآثار

من جانب آخر، أكد الباحث العراقي  ضمن الفرق الميدانية في شرطة الآثار، حسن أصلان، لبعض وسائل الإعلام، أن معظم المافيات التي تتاجر وتقوم بتهريب الآثار من بلاد الرافدين، هي «عصابات صديقة لإيران».

موضحاً، أن «هذه العصابات تمتلك نفوذاً على مستوى الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي، أو بعض القوى السياسية  وتحصل على امتيازات رغم مخالفتها للقوانين».

علم الآثار الجوي يقدم نافذة جديدة على المواقع القديمة - Al-Fanar Media

ويواصل العراق حراكه من أجل استرداد آثاره التي نُهبت وهُرّبت خلال السنوات الماضية، وأسفرت عن تغييب أعداد كبيرة من القطع الأثرية الهامة من التاريخ العراقي القديم.

وقررت الولايات المتحدة ضمن اتفاقية الاستراتيجية المبرمة مع العراق، التعاون مع ومؤسسة سميثسونيان توسيع مشروع إنقاذ نمرود وتمديد.وتقدم الولايات المتحدة المساعدة لمشاريع الحفاظ على الآثار في بابل والموصل وأربيل ومواقع أخرى معرضة للخطر.

كما ستطلق الولايات المتحدة مبادرة متحف افتراضي جديد بالتعاون مع مجلس الدولة للآثار والتراث باسم «كنوز بلاد ما بين النهرين»، مما سيوصل التراث الثقافي العراقي الغني إلى الملايين عبر الانترنيت.