كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

بقيادة «خلية الحرس الثوري».. التحريض ضد الطارمية يتصاعد ومصدر يكشف خطة الاستيلاء على المنطقة

تسعى الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، إلى استغلال الأحداث والخروقات الأمنية بين الحين والآخر لأغراض طائفية، من خلال إطلاق دعوات لتهجير طائفي في مناطق حزام بغداد، وخصوصا منطقة الطارمية التي دخلت ضمن حيز هذه التهديدات منذ أكثر من سنة تقريباً.

وبرزت هذه الدعوات مجدداً من قبل الميليشيات بعد التفجير الذي استهدف سوقاً شعبياً بمدينة الصدر شرقي بغداد وخلف عشرات الضحايا والجرحى، والذي تبناه تنظيم داعش.

وتناقلت مواقع عراقية على شبكة الانترنت «وثيقة» استخباراتية صادرة قبيل التفجير تتضمّن تحذيراً للأجهزة الأمنية من مخطط إرهابي يستهدف مناطق في بغداد باستخدام انتحاريين يجري إعدادهم وتجهيزهم في الطارمية.

بقيادة خلية الحرس الثوري

وسريعاً، طالبت الميليشيات باستنساخ تجربة منطقة جرف الصخر في الطارمية الواقعة شمالي العاصمة وتسكنها غالبية سنيّة وإخلائها من السكان أو تسليمها للحشد الشعبي حتى يتولى «تطهيرها من الإرهاب»، فيما كتب مدونون بعضهم مرتبط بالخلية المعروفة بـ (خلية الحرس الثوري) التي كشف عنها الباحث الراحل هشام الهاشمي، تغريدات للتحريض على المدينة، وسكانها. 

وأعاد أحمد السادة، وهو أحد أعضاء الخلية، تغريدة سابقة له، قال فيها إنه «لا يوجد حل لمعضلة الإرهاب المزمنة في الطارمية إلاّ باستنساخ تجربة جرف الصخر فيها، أي تحويلها إلى منطقة منزوعة السكان، وتسليم ملفها الأمني للحشد الشعبي بعد تعويض سكانها بمنحهم قطع أراضٍ في مناطق أخرى غير خطرة جغرافيا.. تجفيف الإرهاب يبدأ بتجريده من حواضنه».

وقاد أعضاء تلك الخلية حملة واسعة ضد منطقة الطارمية على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التي يعلمون فيها، مثل قناة العهد التابعة لعصائب أهل الحق، وكذلك الجباء وغيرها.

بدوره أعلن أبوآلاء الولائي قائد ميليشيا كتائب سيد الشهداء جاهزية مقاتليه لـ «استعادة» الطارمية من «الإرهاب».

وقال في منشور على تويتر «حين حملنا راية تحرير الوطن من حزام بغداد حتی الموصل، كنا ننطلق من منطلق وطني عقائدي يهدف لإعادة المدن المسلوبة لأهلها النازحين ونصرة أهلنا المغلوب على أمرهم تحت وطأة الإرهاب».

وأضاف «بذات المنطلق نعلن أننا جاهزون لاستعادة مدينتي الطارمية والمشاهدة من براثن الإرهاب خلال يومين فقط، وليهنأ البغداديون بعدها».

وتعتبر الميليشيات منطقة الطارمية فريسة تحول افتراسها بكافة الوسائل، لما تمتلكه من طبيعة زراعية تمتاز بكثافة أشجارها حيث تتيح للجماعات المسلحة حرية وانعزال عن أعين القوات الأمنية، كما ستمثل حزاما أمنيا متقدّما لإيران داخل الأراضي العراقية.

بدورها استغلت ميليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي الوثيقة المسربة وربط الهجوم بمنطقة الطارمية، حيث أطلقت حملة على حساب تويتر التابع للقناة الفضائية التي تمتلكها الميليشيا تحت عنوان «إرهاب الطارمية يفترس بغداد».

كما نشر مدوّنون على صلة بالعصائب تدوينات تحريضية من قبيل «مناطق الشيعة في بغداد لن تنعم بالأمان في ظل وجود الطارمية بيد داعش وفي ظل وجود حكومة خائنة تجامل حواضن داعش وتقصي القادة الأمنيين الكفوئين وترفض تنظيف الطارمية من الإرهاب»، أو من قبيل «المشكلة ليست فقط ببعض قاطني الطارمية بل بالطبيعة الزراعية الساترة للأنفاق والمضافات والأوكار».

ونشر بعضهم عبارة «بغداد لن تشفى قط من جراحها إن لم تستأصل ورمها الخبيث مثلما حصل في جرف النصر»، في إشارة إلى الاسم الجديد الذي أطلقته الميليشيات على الجرف بعد معاركها هناك ضدّ تنظيم داعش.

كما دعت، حركة «عطاء»، التي يتزعمها، رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، إلى «إعطاء دور أكبر للحشد الشعبي في ملف الأمن الداخلي والإفادة من خبرته الكبيرة في التعامل مع محاولات زمر داعش لاختراق التجمعات السكانية الكبيرة».

مخاوف حقيقية لدى المواطنين

وأثارت تهديدات الميليشيات المسلحة باقتحام الطارمية مخاوف لدى أهالي المنطقة، وسط ترقب لتحركات حقيقية من قبل الحكومة والرد على الفصائل.

وقال المواطن عبد الله الجنابي، (33 عاماً)، وهو من سكنة الطارمية، إن «أهالي المنطقة يعيشون بخوف وقلق دائم خصوصاً بعد التهديدات التي أطلقتها الفصائل».

وأضاف الجنابي في تصريح لـ(باسنيوز)، أن «هذه الفصائل قادرة على دخول واستباحة المنطقة خلال يوم واحد فقط وتهجير جميع السكان في حال لم تتصرف الحكومة العراقية حيال هذا الأمر».

وتابع أنه «أكثر ما يقلقنا هو أن الفصائل أقوى من أجهزة الدولة الأمنية، وهي قادرة على فعل ما تشاء في عموم محافظات العراق عدا إقليم كوردستان».

ويرى مراقبون، أن الخطر الحقيقي على منطقة الطارمية هو بسبب أن كثير من الأراضي الزراعية والبساتين تصنف كعقود زراعية تابعة للدولة العراقية وليس ملكاً صرفاً لأصحابها، وهو ما يعني إمكانية إلغاء هذه العقود في حال تم الضغط من قبل الفصائل على الحكومة وسلبها من أصحابها.

من جانبه أكد مصدر مطلع، أنه «منذ عدة أشهر والميليشيات تهدد باقتحام منطقة الطارمية لاتخاذها قاعدة للتدريب العسكري وتصنيع الأسلحة، إذ أن معظم الأراضي في الطارمية تعود للدولة، لكنها بموجب العقود تبقى تحت تصرف صاحب العقد»، مشيراً إلى أن «عمليات الحشد قامت بتدقيق عائدية الأراضي في المنطقة المحددة من دوائر الزراعة والري لغرض مصادرة تلك الأراضي».

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ (باسنيوز)، أن «الخطة ستكون بعد إجلاء جميع السكان هي تمركز اللواء 12 في تلك الأراضي تمهيداً لانشاء أكاديمية للحشد».

وأشار إلى أن «لواء 12 حشد شعبي سيدخل الطارمية بالإضافة إلى عمليات الحشد، وبعد اقتحام الطارمية سوف يتمركز لواء 12 من جهة الجنوب في البساتين الموزعة على المواطنين بعقود زراعية».