كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

مشكلة الكهرباء في العراق : من تقنية الى "سياسية"

مشكلة انعدام الكهرباء في العراق ، مشكلة مزمنة ، تبرز وتتجدد الحديث عنها بالخصوص في فصلي الصيف والشتاء ، وبالتحديد خلال الصيف حيث الحر اللاهب ودرجات الحرارة التي تتجاوز نصف درجة الغليان في معظم المحافظات العراقية ، بالخصوص الجنوبية منها .

وعلى الرغم من المليارات التي تم اهدارها خلال السنوات الماضية في قطاع الكهرباء الا ان العراقيين محرومون منها وبالكاد يحصلون على ساعات قليلة لاتتعدى احياناً الساعتين او ثلاثة من مجموع 24 ساعة .

No description available.

ومما زاد من مشكلة الكهرباء تعقيداً منذ بداية الصيف هذا العام ، هو الاستهدافات المتكررة لابراج نقل الطاقة التي اثرت بشكل ملحوظ على ساعات التجهيز القليلة اصلاً ، كما ان هجوماً صاروخياً على محطة صلاح الدين الحرارية ، تسبب بإخراجها من الخدمة .

وأكد مصدر أمني مطلع في محافظة صلاح الدين، وقوف الميليشيات خلف عمليات تفجير أبراج الطاقة التي حدثت في المحافظات المحيطة، بهدف حرمان المحافظة من التجهيز بالطاقة الكهربائية.

وأوضح المصدر لـ (باسنيوز)، أن «ميليشيا كتائب سيد الشهداء هي المسؤولة عن تلك العمليات وتقوم بها بالتزامن مع ذكرى مجزرة سبايكر وهي تريد قطع الكهرباء عن محافظة صلاح الدين كنوع من الانتقام والتصعيد الطائفي».

مبيناً بأن «الميليشيات تهدف أيضاً إلى قطع الماء واستهداف أنابيب تغذية المياه، وهي تتعمد بأن تقوم بتلك العمليات مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة ما ينذر بحصول أزمة إنسانية كبرى».

غير أن مصادر أمنية، ونواباً في البرلمان، تحدثوا مؤخراً، عن أن بعض العمليات التي تستهدف ابراج الطاقة ليست "إرهابية" وانما "تخريبية" وأشاروا الى وجود جهات وشخصيات متنفذة، تقف خلف هذه الحوادث، لتحقيق مكاسب مالية، وتحديداً من مسائل استبدال الأبراج المتضررة وعقود الحماية ، وكذلك وقود المولدات الأهلية، التي تمثل بديلاً في بعض الأوقات عن امدادات الطاقة الوطنية، في كل محافظات البلاد.  

ويعتمد العراق على مولدات أهلية، يملكها تجار أو مواطنون عاديون، لتغطية جزء من التشغيل اليومي، حيث لا توفر الشبكة الوطنية، ساعات تجهيز كاملة، كخطة بديلة، فيما تمتلك شبكات سياسية وجهات متنفذة بعض تلك المولدات، التي تدر أرباحاً طائلة، مع ارتفاع المبالغ المتحصلة جرّاء الاشتراكات الشهرية.

الولايات المتحدة تتبنى موقفاً من تزويد العراق بـ"كهرباء خليجية"

وفي حال توفرت الطاقة الوطنية، فإن تلك أصحاب تلك المولدات، سيتعرضون إلى خسائر كبيرة، جرّاء عدم التشغيل لوقت أطول، ما يعني هبوط العائدات، أو الاستغناء عن تلك البدائل، بشكل نهائي.

وعلى الرغم من إن هناك تحركا لربط العراق بالمنظومة الكهربائية الخليجية ، الا ان هذا الامر يواجه بعرقلة من قبل أحزاب سياسية ، فيما يؤكد البعض ان مشكلة الكهرباء باتت"سياسية" بالإضافة لكونها مشكلة تقنية.

أزمة كهرباء في العراق … ووزير إيراني في بغداد اليوم لحسم الديون | القدس  العربي

ويقول الصحفي المتخصص بشؤون الاقتصاد والطاقة، أيسر جابر، إن "ملف الطاقة في العراق سياسي، إذ يستخدم الملف لتأجيج الاحتجاجات الشعبية كل صيف".

ولا تعد احتجاجات الكهرباء العراقية بسيطة أو عابرة، بل إنها تنتهي عادة بسقوط الدماء من قبل المتظاهرين، كما حصل في تظاهرات البصرة عام 2018.

وبحسب جابر ، فإن الكهرباء هي عامل مهم جدا في تأجيج غضب الشارع، بسبب ارتفاع درجات الحرارة "الرهيب" في العراق، مما دفع المحتجين العراقيين في أكتوبر/تشرين الاول من عام 2019 إلى توقيت تظاهراتهم بحيث لا تتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة هذا.

وبدأت بالفعل تظاهرات في مناطق مختلفة من العراق، انطلقت مساء الثلاثاء من محافظة الكوت للاحتجاج على الانقطاع المستمر للكهرباء ، فردت القوات الأمنية بتفريقهم بالقوة المفرطة.

وشهدت محافظة الناصرية العراقية، الثلاثاء، تظاهرات احتجاجية للمطالبة بتحسين وضع الطاقة الكهربائية.

مشروع قانون وزارة الكهرباء في العراق: ما الصواب وما الخطأ فيه؟

وخرج العشرات من المواطنين أمام محطة الطاقة الكهربائية الحرارية في الناصرية احتجاجا على تردي واقع الكهرباء، ومطالبين بعزل إنتاج المحطة عن المنظومة الوطنية.

ومنحت محافظة البصرة الجنوبية، الثلاثاء، عطلة لموظفيها.

وتتمتع المحافظة بساعات تجهيز أفضل بسبب درجات الحرارة المرتفعة جدا فيها، لكن هذا ليس مستقرا دائما.

وتتوقع الأرصاد الجوية العراقية ارتفاع درجات الحرارة أكثر في الأسابيع المقبلة، فيما لا يبدو أن مبلغ الـ 80 مليار دولار التي صرفت على قطاع الكهرباء منذ 2003، كافية لينعم العراقيون بصيف بارد، أو محتمل على الأقل.

وكان نائب عراقي ، اكد امتلاك البلاد محطات قادرة على توفير الكهرباء 20 ساعة يومياً في حال توفر الوقود، فيما تحدث عن أهمية البحث عن مصادر أخرى للحصول على الغاز.

Iran to supply electricity to Iraq until 2021 | Atalayar - Las claves del  mundo en tus manos

وقال النائب خالد الجشعمي ، صرح إن «العراق لديه محطات من المفترض أن تولد نحو 31 ألف ميكاواط، لكن ما يتم توليده في الراهن هو 16 ميكاواط فقط». 

وأضاف أنه «في حال وصول هذه المحطات إلى طاقة إنتاجية تبلغ 21 ألف ميكاواط، فإن الكهرباء ستكون متوفرة 20 ساعة يومياً، لكن عدم توفر الوقود حال دون تحقيق هذا الأمر». 

وانتقد البرلماني «عدم استثمار حقول الغاز في العراق ما يضطر بغداد إلى استيراده من إيران»، لافتاً إلى أن «واشنطن وبسبب العقوبات ترفض تحويل العراق الأموال لإيران، والأخيرة ترفض تزويد البلاد بالغاز دون مقابل، والشعب أصبح ضحية الخلافات السياسية».

ويحتاج العراق إلى أكثر من 23 ألف ميكاواط/ ساعة من الطاقة الكهربائية، لتلبية احتياجات السكان والمؤسسات دون انقطاع، بينما الإنتاج الحالي عند حدود 18 الفاً  .