كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×
نايف گرگري 08/03/2021

پانوراما زيارة الحبر الأعظم پاپا الڤاتيكان للعراق وإقليم كوردستان مهد البشرية

انطلق قداسة الحبر الأعظم ( الپاپا فرنسيس ) من دولة الڤاتيكان  إلى العراق في ( 5 آذار 2021 ) وتعد هذه الزيارة التاريخية الأولى من نوعها للعراق وكشخصية دينية لها منزلتها بجميع دول العالم وتحمل هذه الزيارة كثير من الرسائل والدلالات لكثير من الأطراف الداخلية والخارجية ، وسنقف عند بعض هذه المحطات والرسائل سريعًا منها:

إن اختيار شخصية سماحة السيد ( علي السيستاني ) من قبل الپاپا فرنسيس وزيارته لمنزله في مدينة النجف فيها دلالات جلية، فالرسالة الأولى : هي أن مرجعية النجف هي المعتمدة وضرب لبقية المرجعيات عرض الحائط ولاسيما المرجعيات الدينية من خارج الحدود التي تتحكم بالقرار العراقي والمرجعيات التي تمتلك السلاح المنفلت !

وكذلك عدم الاهتمام ببقية المرجعيات الدينية ( الشيعية ) في العراق التي تنتهج الفكر المتطرف ولا تتقبل الآخر من مكونات الشعب العراقي .

والرسالة الثانية : مقبولية السيد ( علي السيستاني )  في الشارع العراقي فضلًا عن مقلديه في العالم الإسلامي وتأثير فتواه في الجهاد الكفائي إبان حقبة ( داعش ) الذين لبوا نداء المرجعية وأنهوا مهمتهم في تحرير الأراضي المحتلة من قبل (داعش ) وعادوا إلى بيوتهم وأعمالهم ووظائفهم وأما غيرهم فقد استغلوا فتوى السيد ( علي السيستاني ) في الجهاد الكفائي فبدأت الأعمال الانتقامية والتخريبية والابتزاز والسرقات وفرض الأتاوات باسم الدين وتحرير الأرض وحماية العرض والتهجير القسري في محافظات ( نينوى وصلاح الدين والأنبار ) والمناطق الكوردستانية المحتلة من قبل الميليشيات  !

والرسالة الثالثة : الاعتماد على منطق التسامح والتعايش وإشاعة روح المحبة في المجتمع العراقي .

والرسالة الرابعة : نبذ العنف بجميع ألوانه وأشكاله !

والرسالة الخامسة : عدم تهميش الديانات وقمع حرياتهم ولاسيما المسيحيين والإيزيديين الذين تعرضوا للإبادة الجماعية في سنة ( 2014 م ) على يد تنظيم ( داعش ) الإرهابي .

والمسيحيون جزء أساسي من المكونات في العراق ولا يمكن تجاهلهم بشكل متعمد وتهجيرهم قسرًا والاستيلاء على ممتلكاتهم وقتلهم !

الرسالة السادسة : لا يجوز استعمال اسم ( الله ) في القتل وإرهاب وترويع الناس باسم الدين !

ومن الرسائل السلبيات التي أطلقتها الحكومة العراقية من قصر السلام خلال زيارة الپاپا فرنسيس إلى المجتمع الدولي هي قيام طفلين ( طفل وطفلة ) بتقديم باقات الزهور للحبر الأعظم فالطفل يرتدي الزي العربي والطفلة ترتدي الزي الآشوري وقد اختزلوا مكونات الشعب العراقي بهذين الطفلين وهذه رسالة سلبية للمتلقي فالعراق بلد متعدد القوميات والديانات والمذاهب وليس بلدًا عربيًا وصهر بقية القوميات في بوتقة العروبة مخالف للواقع والتاريخ .

ومن الرسائل السلبية أيضًا استقبال الپاپا فرنسيس بالسيوف فمن دلالات السيوف أنها تمثل العنف والقوة والدم والسبي والسلب والنهب والسرقات واحتلال البلدان باسم الدين والفتوحات الإسلامية ( الغزوات العربية باسم الإسلام ) وهي ثقافة الصحراء !

وكذلك من الرسائل السلبية التي صدرت من رئيس الجمهورية الدكتور ( برهم صالح ) التي كانت تحريفًا للحقيقة عندما قال بأن الجيش العراقي هو من حمل ( الصليب ) وهذا تشويه لصورة الواقع أمام المجتمع الدولي وربما يعتقد بعضهم بأن الپاپا لا يعلم الحقيقة !

وتجدر الإشارة إلى أن في ( 10 تشرين الثاني 2016) وهو تاريخ إعادة قوات الپیشمرگة رفع الصليب فوق قبة كنيسة ( مارت شموني ) في ناحية بعشيقة بعد تحريرها من سيطرة  ( داعش ) ، يوم أن سجل فيه أروع صور البطولة من قبل قوات الپیشمرگة ، وسيبقى هذا التاريخ عالقًا في أذهان المسيحيين قبل جميع مكونات الشعب العراقي.

ولتوضيح الصورة أكثر فقبل عام اجتمع رئيس حكومة إقليم كوردستان السيد ( مسرور بارزاني ) تحديدًا في الأربعاء ( 19 شباط 2020 ) مع الپاپا فرنسيس وناقش معه جملة من الملفات ذات الاهتمام المشترك وسلمه مجموعة من الصور لقوات الپیشمرگة وهم يحملون الصليب ويضعونه فوق كنيسة ( مارت شموني ) ببعشيقة .

وبدوره أثنى قداسة پاپا الڤاتيكان على دور إقليم كوردستان في مواجهة الإرهاب واحتضان النازحين والحفاظ على التعايش السلمي بين المكونات الدينية كافة .

وأثناء لقاء فخامة الرئيس ( مسعود بارزاني ) بپاپا الڤاتيكان يوم أمس فقد عرض تلك الصور لقداسته أيضًا وكل هذا تفنيد لما ادّعاه رئيس الجمهورية برهم صالح !

فلو جئنا إلى يوم الأحد الموافق ( 7 آذار 2021 ) وقدوم  قداسة الحبر الأعظم إلى كوردستان فكانت مختلفة جدًا عن بغداد من الترتيب والتنظيم والپروتوكول واستقباله من قبل مكونات كوردستان ( الكورد والعرب والتركمان والكلدان والسريان والآشوريين والمسلمين والمسيحيين والإيزيديين واليهود والكاكائيية والبهائية والزرادشتية) وهم المكونات الأساسية في إقليم كوردستان .

إن دلالة استقبال پاپا الڤاتيكان بأغصان الزيتون في إقليم كوردستان نابعة من ( السلام وحسن النية ) وكذلك سعف النخيل التي تدل على ( السلام والنصر على الإرهاب ) وزهرة النرجس تدل على ( الثقة والتجدد والطاقة الإيجابية والسعادة وهناك فرص أفضل فضلًا عن دلالته على فصل الربيع ) .

وكل هذه الدلالات موجودة في إقليم كوردستان تجاه الجميع من حيث السلام وحسن النية وثقته بنفسه وطاقته الإيجابية مع المستجدات السياسية على الساحة .

وقد استبشر الپاپا فرنسيس خيرًا عندما رأى هذه اللوحة الحية المتحركة في كوردستان بجميع قومياتها ودياناتها ومكوناتها ومذاهبها !

ومن رسائل الپاپا فرنسيس في بغداد أن المسيحيين هم مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي ولا يمكن تهميشهم وفي أربيل أنتم من حميتم المسيحيين عندما هاجمهم تنظيم ( داعش ) الإرهابي وفتحتم الباب لهم  وآويتموهم وفي الموصل تحدث عن التهجير  القسري للمسيحيين من المدينة وكذلك خطابه في قرقوش مختلف أكثر نتيجة هجرة المسيحيين من بلدتهم ودعوة المسيحيين للعودة إلى مناطقهم وعدم تركها .

وغاب عن كثيرين أن سهل نينوى قد تعرض إلى عمليات التعريب في حقبة البعث على مدى ( 35 ) سنة ثم بعد ذلك حاولت بعض الجهات لزعزعة أوضاعهم للاستيلاء على ممتلكاتهم وقد سقطت مدينة الموصل وكذلك مناطق سهل نينوى والمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان بيد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية في سنة ( 2014 م ) وقد سبيت نساؤهم وقتلوا رجالهم وسرقوا ممتلكاتهم ثم بعد عمليات التحرير لتلك المناطق من قبل قوات الپيشمرگة البطلة تعرضنا للخيانة في ( 16 تشرين الأول 2017 )  من حكومة حيدر العبادي والميليشيات العراقية والإيرانية وطرف كوردي فاحتلت المنطقة من قبل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الولائية فقاموا بتشييع منطقة سهل نينوى وممارساتهم في التغيير الديمغرافي مستمرة بالمنطقة وعمليات التهجير القسري لاتزال موجودة ومن باب التذكير أن الميزانيات التي خصصت لسهل نينوى والمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان فقد استحوذت عليها الميليشيات الولائية كاملة  !

إن معناة الكورد والمسيحيين والإيزيديين والكاكائية واحدة والعقليات الحاكمة في بغداد عقلية لا تختلف عن عقلية صدام وحزبه وجلاوزته!

ويجب الإشارة إلى أبرز النقاط المهمة في كلام پاپا الڤاتيكان لرئيس إقليم كوردستان السيد ( نيچيرڤان بارزاني ) خلال استقباله بمطار أربيل الدولي :

- يسعدني أن نلتقي من جديد هنا.

- عبر عن شكره لاحتضان النازحين المسيحيين من الموصل وسهل نينوى وقرقوش والنازحين من المكونات الأخرى على الرغم أنكم تخوضون الحرب ضد الإرهاب وقد مددتم يد العطف للجميع، فادعوا لي أيضًا .

-  نؤمن تمام الإيمان بالحرية الدينية وبالتعددية الدينية. 

- إن التسامح والتعايش وقبول الآخر بين المكونات، هوية وثقافة عريقة بكوردستان، ونعمل بكل الصور على حماية هذه الثقافة. 

-إننا نقف إلى جانب السلام والحوار، ونرفض جميع الإرهاب والتشدد، ولا نسمح أبدًا بأن يكون أي مكون ديني أو قومي في كوردستان ضحية للإرهاب والتشدد.

- تصدت مكونات كوردستان معًا وعلى مدى سنين كثيرة للدكتاتورية والإرهاب وقدمت معًا تضحيات جسيمة. 

-لنا معًا ماضٍ مشترك ونعمل كلنا معًا من أجل مستقبل مشترك أفضل. 

- إن التعددية الدينية والقومية هي مصدر قوة وثراء لإقليم كوردستان. 

-لا نريد للمسيحيين ولا للإيزيديين ولا لأبناء أي مكون أن يهاجروا ويغادروا مناطقهم .

- إن المسيحيين مكون أصيل ورئيس في كوردستان، وأنهم مجتمع مسالم، وكان له دور كبير في بناء وتطوير المجتمع .

- شكرًا لهذا الاستقبال الحار الذي أحطتمونا به .

- كنتُ منذ زمن بعيد أريد زيارة إقليم كوردستان، ويسعدني أنني لبّيت اليوم دعواتكم. 

- أكنّ لكم كل الاحترام لقيامكم باحتضان النازحين المسيحيين من الموصل وسهل نينوى وقرقوش، والنازحين من المكونات الأخرى. أنتم من استقبل المسيحيين بأحضان مفتوحة.

- جاء العدو ليخرب هذا البلد لكنكم هزمتم العدو وتعيدون إعمار البلد.

- جئتُ لمباركة هذه الأرض أنتم أطهار، مددتم يد العطف للجميع. 

-شكرًا لما تفعلونه وتبذلونه لكل الأديان وكل المكونات. -الحرية مستتبة في كوردستان.

إن إقامة قداس پاپا فرنسيس في ملعب فرانسو حريري تعد من أكبر القداديس في الشرق الأوسط بحضور الشخصيات الحكومية الكوردستانية والقيادات السياسية والدبلوماسية الأجنبية فضلًا عن أكثر من (10000) مواطن في هذا الملعب ومن هناك أود أن أعبر عن شكري وامتناني لكل القائمين على هذه المراسيم التي رفعت اسم كوردستان عاليًا فضلًا عن ثقافة شعبنا .

ومن الأمور التي تسجل لحكومة إقليم كوردستان أيضًا وهي أنه لم يحضر أية شخصية عسكرية بالزي العسكري ولم يكن هناك أي سلاح في الملعب وهذه أكبر رسالة للسلام في مدينة أربيل مدينة السلام والتعايش السلمي.

وبعد أن اختتم پاپا الڤاتيكان جولته التي بدأت من ( 5 آذار 2021 ) إلى ( 8 آذار 2021 ) في بغداد وذي قار وكوردستان ونينوى فليس غريبًا أن تعود العمليات الإرهابية مجددة في العراق واستهداف كوردستان بحجة مقاومة المحتل الأمريكي أما الحرس الثوري الإيراني فهو من أهل البيت ، وقد أعلنت فصائل ( سرايا أولياء الدم ) الولائية الإرهابية وقف عملياته لحين انتهاء زيارة الپاپا احترامًا للسيد علي السيستاني وأن الغدر ليس من عادات العرب !

من الصعب جدًا أن يتغير الحال في العراق من حيث قبول الآخر وإعادة البنى التحتية لأنهم مجموعة من اللصوص يسرقون باسم الله والدين والمظلومية والاهتمام بالجيران أكثر من أهل الدار حتى أن الپاپا فرنسيس لم يستطع أن يتجول في بغداد  لعدم شعوره بالأمان في حين أنه أجرى جولة تفقدية من منطقة ( عينكاوا) إلى ملعب فرانسو حريري لشعوره بالأمان والراحة والسكينة في كوردستان مهد البشرية وموطن التعايش السلمي بين الديانات والقوميات والمكونات والمذاهب.