بعد تحول حزب العمال الكوردستاني PKK عن الأهداف والشعارات التي أعلنها بداية تأسيسه، زادت وتيرة الانشقاقات من الحزب، وخلال الأشهر القليلة الماضية ألقى المئات من عناصر PKK السلاح تاركين الحزب وراء ظهورهم.
ووفق المعلومات الواردة لـ (باسنيوز)، فقد ألقى عدد كبير من عناصر PKK السلاح وعادوا إلى تركيا والمناطق الأخرى التي قدموا منها، حيث وصل عدد المسلحين الذين تركوا الحزب ذروته خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقال مصدر مطلع لـ (باسنيوز)، إنه وفق مصادر غير رسمية، فقد فر أكثر من 100 عنصر من PKK من قنديل والمناطق الحدودية في إقليم كوردستان، وسلموا أنفسهم للحكومة التركية.
المئات يتركون PKK
ويؤشر مراقبون العديد من الأسباب التي تقف خلف هذه الظاهرة، منها ابتعاد PKK عن الأسس القومية وانشغال قياداته بالتجارة وجمع الثروات، وتحول الحزب إلى أداة بيد أعداد الكورد وكوردستان، الأمر الذي يتعارض مع المبادئ التي تأسس عليها.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية التركية، فقد غادر 321 مسلح من PKK صفوف الحزب خلال عام 2020، وسلموا أنفسهم للدولة التركية.
وخلال السنوات الخمسة الماضية، غادر أكثر من 1000 مسلح صفوف PKK، وعلى الشكل التالي:
79 مسلح عام 2016
105 مسلح عام 2017
165 مسلح عام 2018
273 مسلح عام 2019
321 مسلح عام 2020
كما تشير المصادر ذاتها، إلى أن حوالي 100 عنصر من PKK تركوا السلاح وفروا من الحزب منذ مطلع العام الجاري 2021، وسلموا أنفسهم للدولة التركية أو عادوا إلى غربي كوردستان (كوردستان سوريا) أو هاجروا إلى أوروبا.
PKK ابتعد عن المبادئ القومية
بالصدد، يقول المحلل السياسي آراس عبد الله لـ (باسنيوز): «لقد تأسس PKK وفق برنامج ثوري قومي ديمقراطي، ولم يبق من هذا البرنامج سوى الاسم، فيما المضمون مختلف تماماً».
ويضيف «يدرك عناصر الحزب بعد الانضمام إليه، حقيقة ابتعاد PKK عن المبادئ القومية والنضال من أجل الشعب الكوردي، فالحزب لا يعترف في حقيقته بالديمقراطية، ولا يقبل بأي رأي أو قوة مختلفة معه».
ويؤكد آراس عبد الله، أن PKK يشن الآن حرباً بالوكالة عن الدول الإقليمية، وتحول إلى شركة تأمين لها، ويقول: «يشكل PKK حالياً أكبر خطر على كيان إقليم كوردستان وغرب كوردستان، وهناك الكثير من الأسباب التي تدفع مسلحي وعناصر الحزب إلى ترك الحزب»، مشيراً إلى أن «هناك الكثير من عناصر PKK بانتظار الفرصة المواتية لترك الحزب، ما يعني أن المستقبل سيشهد انشقاق المزيد من عناصره، وأن PKK في طريقه إلى الزوال».