كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

باحث وسياسي كوردي: تصعيد PKK الحالي بالتعاون مع إيران وتركيا يستهدف الوجود القومي الكوردي

أكد الكاتب والباحث السياسي الكوردي عبد الرحمن كلو، اليوم الأربعاء، أن التصعيد الذي مارسته وتمارسه منظومة حزب العمال الكوردستاني PKK يأتي في إطار التعاون الأمني التركي الإيراني ضد الحركة التحررية الكوردستانية عمومًا، وهي ليست موجهة ضد المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS أو ضد أي تنظيم سياسي بذاته، بل هو تصعيد ضد الكورد والوجود القومي الكوردي.

وقال كلو في حديث لـ (باسنيوز): «بداية ما أود توضيحه من خلال قراءتي للأحداث الأخيرة هو أن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ليس سوى عنوان لشكل تواجد PKK في غربي كوردستان (كوردستان سوريا) وشمال شرقي سوريا عمومًا»، موضحاً أن «كل التسميات والألقاب الرديفة أو الموازية الأخرى للحركات أو التنظيمات الشبابية أو النسائية أو التي تحمل أسماء ثقافية أو اجتماعية ما هي سوى أدوات لهذه المنظومة لا علاقة لها بـ PYD إنما هي أذرع الدولة العميقة لـ PKK»، مؤكداً أن «كل التسميات التي تختبئ تحت مظلة الإدارة الذاتية هي تسميات مزيفة، إذ لا توجد أساسًا إدارة بمعناها الحقيقي، وما تسمى بالإدارة الذاتية ما هي إلا ممارسات حزبوية سلبت إرادة المجتمع الكوردي في كل المفاصل الحياتية، إذ توجد سلطة أمر واقع (ديفاكتو) لمنظومة  PKK حيث استلمت الملف الكوردي بموجب عقود أمنية نظمها قاسم سليماني عام ٢٠١٣».

وأضاف «أتمنى من البعض المتابع والمهتم أن يتناول الفرق بين الإدارة والسلطة، ولهذا السبب  سوف يكون من الابتذال السياسي إذا ما تناولنا ممارسات هذه السلطة بمعزل عن السياسة الممنهجة للدولة العميقة في تركيا تجاه القضية الكوردية عمومًا ومنظومة PKK ليست سوى إحدى أدوات هذه الدولة».

كاتب وباحث كوردي: على شاكلة عفرين .. PKK كان بصدد تسليم شنگال لتركيا

عبد الرحمن كلو

وتابع كلو «لذا لا ينبغي علينا تحريف السياقات السياسية واختزالها في ممارسات سياسية معينة ونسمي الأشياء والكيانات بألقاب أخرى أو نحاول توجيهها في مسارات مختلفة، لأن التصعيد الذي مارسته وتمارسه هذه المنظومة يأتي في إطار التعاون الأمني التركي الإيراني ضد الحركة التحررية الكوردستانية عمومًا، وهي ليست موجهة ضد المجلس أو ضد أي تنظيم سياسي بذاته بل هو تصعيد ضد الكورد والوجود القومي الكوردي بحسب المهام الوظيفية الخاصة بالمرحلة من لدن الماكنة الأمنية للدولتين المتحالفتين ضد الكورد رغم كل خلافاتهما الجغرافية والسياسية والمذهبية».

وقال كلو: «لهذا نرى التصعيد ضد الكورد يكون في أكثر من جبهة وعلى أكثر من صعيد ولا يقتصر على منطقة جغرافية بذاتها وربما جبهة شنگال وجبهة علاقة الإقليم مع بغداد بخصوص الموازنة أكثر سخونة من جبهة غربي كوردستان، إذًا فالمعركة شاملة وهي في كل رقعة جغرافية من كوردستان لكنها تسير وفق تواترات زمنية متغيرة مع الظرف السياسي لأصحاب القرار الدولي وتبعاته على المنطقة، والتصعيد الحالي تزامن مع فترة غياب القرار الأمريكي في المرحلة الانتقالية لاستلام الرئيس الجديد في البيت الأبيض، والمحاولات التركية لاستثمار هذا الفراغ الافتراضي والنيل من القضية الكوردية عن طريق أداتها PKK».

وأوضح الباحث الكوردي بالقول: «إذا بالمحصلة نحن أمام تحالف تركي إيراني ممانع لسيرورة حركة التحرر الوطني الكوردستانية، وPKK ليس سوى أداة تنفيذ وفقط».

وبخصوص التهديدات التركية بالتدخل في شنگال، قال الباحث الكوردي: «هي ليست جديدة ولا هي ذات علاقة بتواجد PKK، رغم محاولاتها الربط، ورغم محاولات PKK التنسيق مع الجانب التركي بالتأكيد على العلاقة ومحاولات الاستدراج، فإن المشروع التركي بخصوص الحالة الكوردية في سوريا أوضح من أن نحاول توضيحه، بالأمس القريب أردوغان كان يلوح بتوطين مليوني عربي في المناطق الكوردية، وبالتنسيق مع PKK  كان يحاول عزل كوباني عن طريق احتلال عين عيسى».

 وأردف كلو  قائلاً: «تركيا اليوم تحاول الوصول إلى منطقة تلعفر ذات الأغلبية التركمانية في الجانب العراقي للوصول إلى كركوك، وهذا المخطط يدخل في إطار الاستراتيجية القومية الطورانية وهي مرسومة من لدن صناع القرار في الدولة العميقة لتركيا، وبهذا لا تحتاج إلى ذرائع حقيقة لكي تتواجد في الجانب العراقي لأنها باختصار تمارس السياسة وفق ذهنية إمبراطورية توسعية فهي تحتل أجزاء كبيرة من الشمال السوري لا يتواجد فيها PKK بل ذهبت إلى أبعد من ذلك إلى ما وراء البحار في ليبيا والصومال وشمالا إلى أرمينيا وأذربيجان».

وأردف «ورغم الاحتياج التركي لهذه المنظومة واستخدامها في الملف الكوردي، فهي تستخدم الكثير من الأدوات الأخرى الإضافية في هذا الملف، ولو كان بإمكانها تنفيذ تهديداتها لفعلت ذلك دون تردد أو استئذان، لكنها تعلم جيدا أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تسمح لها بالتحرك إلا في إطار مهام حلف الناتو المسموح بها أمريكيًا وفقط».

وختم الكاتب والباحث الكوردي عبد الرحمن كلو حديثه قائلا: «ربما يحاول البعض في هذا الإطار التهويل للدور التركي ومستقبله في المنطقة للتسويق لهذا الدور على حساب دور إقليم كوردستان وشراكته مع الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي في الحرب على الإرهاب ورسم الاستراتيجيات مع الشركاء العرب في المنطقة، لكنها تبقى محاولات وقتية يائسة ولن يكتب لها فرص النجاح ،وكما تنسحب تركيا اليوم من نقاط المراقبة في إدلب، سوف نرى كيف أنها تنسحب من كل الأراضي السورية التي تحتلها اليوم وفق اتفاقات روسية -أمريكية أو سورية - إسرائيلية – أمريكية، والعد العكسي لنهاية الإسلام السياسي في تركيا بدأ فعليًا مع بداية الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض»، حسب رأيه.