كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×

"من المسرح السويدي .. ترمينال" كتاب جديد للمخرج والأكاديمي الكوردي د.فاضل الجاف

من مطبوعات المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب في الكويت

يعّد مشروع ترجمة المسرحيات  العالمية  لكبار الكتاب المتميزين على الساحة المسرحية العالمية ألى اللغة العربية، عن اللغة الاصلية للنص المسرحي من أقدم المشاريع الأدبية التي شرعت في تحقيقها دولة الكويت منذ عام 1969. وقد إستمر المشروع ولم ينقطع طوال خمسة عقود، بإسثناء فترة غزو الكويت. ثم عاد للصدور ثانية.

 وتخضع ترجمات المسرحيات العالمية للتحكيم العلمي وكان في باكورة نتاجاتها يشرف عليها أساتذة كبار ومختصون قديرون من أمثال الشاعر الراحل أحمد العدواني والدكتور محمد موافي، أستاذ الادب الانجليزي والمسرحي الكبير زكي طليمات.

صدر العدد الاول من سلسلة المسرح العالمي في اكتوبر عام 1969 يحمل عنوان مسرحية (سمك عسير الهضم) للكاتب الغواتيمالي مانويل غاليتش وترجمة الدكتور محمود علي مكي وقد بلغ عدد المسرحيات المترجمة  نحو 500 مسرحية عالمية.

ويتمّ لكل مسرحية إختيار مترجم متخصص ومراجع و باحث لإعداد دراسة تحليلية فنية ونقدية تشمل خصائص النص المسرحي وكاتبه.

أسندت إدراة السلسلة العالمية للمسرح التي يصدرها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب لدولة الكويت في عددها الأخير مهمة ترجمات مسرحيات الكاتب السويدي لارس نورين إلى المخرج والباحث الأكاديمي الدكتور فاضل الجاف. مع كتابة دراسة نقدية عن أعمال نورين ومسيرته الفنية.

يعد الكاتب المسرحي السويدي لارس نورين ، أهم وأشهر كاتب مسرحي في مملكة السويد وخارجها بعد أوغست سترندبرغ المعروف عالميا، وقد فاقت شهرة نورين حدود بلاد السويد ودول الشمال إلى معظم مسارح الدول الأوربية، حيث ترجمت أهم مسرحياته إلى عدد من اللغات الحيّة وعرضت على كبرى مسارح أوربا، كان آخرها مسرح كوميدي فرانسيز بباريس، ولم تقتصر عروض مسرحياته على المسارح الرسمية فقط، بل أخذت أعماله المسرحية تحتل حيزا واسعا في برامج الفرق المسرحية ذات الطابع التجريبي والحداثي، إلى درجة أن إسم لارس نورين غدا معروفا إلى جانب أسماء المشاهير من المبدعين السويديين من أمثال أوغست سترندبرغ و المخرج المسرحي والسينمائي إنغمار بيرغمان، اللذين فاق تأثيرهما حدود مملكة السويد ودول الشمال إلى معظم بلدان العالم.

وقد بلغ إبداع نورين في فن الكتابة المسرحية أوجّه في مسرحيات الترمينال، التي تشكّل قمة نضجه الفني ككاتب مسرحي، ومرحلة مسرحيات الترمينال هي المرحلة ألأخيرة من مسيرته الفنية، وهي مرحلة تجريبية متميزة في الكتابة المسرحية شكلا ومضمونا، ويبلغ عدد مسرحيات الترمينال23 مسرحية ، أختار الدكتور الجاف منها ثلاثة نماذج (ترمينال 3 و ترمينال 4 وترمينال 15) لترجمتها ضمن مسرحيات سلسلة (من المسرح العالمي) ، مراعيا في إختياره للمسرحيات الثلاث جدية مواضيعها الإنسانية وأهمية أسلوبها المسرحي وحداثة طابعها التجريبي بالنسبة لحركة المسرح العربي في الوقت الراهن.  وهي مسرحيات حظيت بإستقبال الجمهور والنقاد في السويد، ومازالت تعرض على المسارح السويدية والأوربية بصورة مستمرة.

وفي دراسته عن نورين، يذكر الجاف  أن نورين نجح في إبتكار  أشكال مسرحية ولغة مسرحية خاصة به، كخلاصة وثمرة للتجريب المتواصل في الكتابة المسرحية. ولاشك في أن مجموعة مسرحياته في الحقبة الأخيرة (ترمينال) هي خلاصة بحثه التجريبي في اللغة والفضاء الدرامي والبنى المسرحية المتداخلة والمعقدة أحيانا، فالبنى المسرحية كما نراها في مسرحيات ترمينال المترجمة في هذا العدد، تتداخل وتتواشج، في خطين متوازيين، تتمفصل تارة مع بعضها وتنفصل عن بعضها تارة أخرى ، وفي ذلك تحديدا، تكمن فرادة أسلوب نورين وأهمية مسرحه في قلب التطوّر الذي يشهده المسرح الغربي في بدايات القرن الحادي والعشرين.

وإلى جانب كونه كاتبا مسرحيا، قد قام نورين بإخراج عدد من مسرحياته بنفسه، لاسيما في الفترة التي شغل فيها منصب مدير المسرح الوطني الجوّال، ثاني أكبر مسارح الدولة في السويد بعد المسرح الملكي أو المسرح القومي (دراماتن)، وتعد تلك الفترة من أخصب فترات المسرح الوطني، فيما يخص غزارة العروض المسرحية ونوعيتها ومستواها الفني.

ويقول أيضا ، ان ما يميّز نورين عن كثير من المؤلفين المسرحيين السويديين هو مقدرته الفنية العالية في ميدان الإخراج المسرحي، فهو مخرج مسرحي بارع، أخرج بالإضافة إلى مسرحياته، عددا من المسرحيات لكتاب من أمثال سترندبرغ وتشيخوف وشكسبير..