كوردی عربي بادینی
Kurdî English

أخبار أراء التقارير لقاءات اقتصاد ملتميديا لایف ستایل ثقافة و فنون
×
علي تمي 10/06/2020

هل بامكان المجلس الوطني الكوردي إخراج "الإتحاد الديمقراطي"  من بين المخالب الإيرانية ؟ 

المجلس الوطني الكوردي الذي يتألف من أربعة عشر حزباً كوردياً سورياً معارض للنظام السوري الذي يتزعمه الإستاذ ( سعود الملا ) ، يقود منذ ستة أشهر مفاوضات ماراثونية مع حزب الإتحاد الديمقراطي ، أنطلقت المفاوضات في باريس  2018م وكانت مصيرها الفشل والسبب يعلمه القاصي والداني هو دخول الإيراني على الخط مما دفع واشنطن بتحريض تركيا على التدخل العسكري إلى (راس العين و تل أبيض ) وكان رداً مناسباً من التحالف الدولي بقيادة أمريكا على قوات سوريا الديمقراطية 
 
- القامشلي نقطة النهاية 
 
إنتقلت المفاوضات إلى القامشلي وتحديداً إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في ريف الحسكة بإشراف المستشار الأمريكي الخاص إلى سوريا "وليام روباك " فتمكن المجلس الوطني الكوردي وبحكمة قياداتها جر حزب الإتحاد الديمقراطي إلى التوقيع على وثيقة سياسية معتبراً فيها بأنه جزء من المعارضة السورية وأن النظام السوري نظام إستبدادي يجب أن يتغير وفق قرارات جنيف 2254  .. ما أعتبره المراقبون إنتصار سياسي للمعارضة السورية برمتها والمجلس الوطني الكوردي على وجه الخصوص . 
 
الوجه المظلم للمفاوضات 
 
في الجبهة الداخلية يقود الإتحاد الديمقراطي مفاوضات مع المجلس الوطني الكوردي رغبة منه بالتسلق على مركبة المعارضة للوصول إلى جنيف وبالتالي لتهدئة الأجواء مع أنقرة ولربما تضليلها إن نجحت في ذلك ، ومن ثم توجيه رسائل إليها مفادها بأنهم بصدد التقرب من محور المعارضة ، ولاطمنان الشارع الكوردي الذي بات يعيش حالةً من الإحتقان والتوتر نتيجة تهرب حزب الإتحاد الديمقراطي من الحوار الكوردي الكوردي في المراحل السابقة وعدم قيام "قسد " بمهامها السياسية ..
 
أما في الضفة الأخرى هناك تردد لقيادات الإتحاد الديمقراطي بشكل شبه أسبوعي إلى السفارة الإيرانية في دمشق بعيداً عن الأعين الأمريكية وتقوم بالتنسيق معها على الخطة (ب) أي ما بعد الحوار الكوردي - الكوردي سواءً فشل أم نجح  هو دليل على عدم جديته في قطع الصلة مع المحور الإيراني في المنطقة .. 
إن تعمقنا أكثر في هذا الموضوع نصل إلى نتيجة مفادها أن حزب الإتحاد الديمقراطي يلعب على عامل الوقت لكسب الرأي العام الكوردي ،  فهناك إحتمالين واردين إن فشلت المفاوضات ، الأول هو إجتياح تركي جديد لمنطقتي كوباني والدرباسية ، أو التنازل وعقد إتفاق مشترك يتضمن عودة البشمركة روجافا إلى أرضهم ومنطقتهم . 
بين هذا وذاك لازال الطريق طويلاً للوصول إلى حل شامل بين الطرفين لأن واشنطن غير جادة بإيجاد صيغة مشتركة بين طرفين وتماطل في عقد الإتفاق بينهما لأنها لا ترغب أن تتلقى ردة فعل من الشارع العربي في شرق الفرات وما كان بيان الذي صدر يوم أمس من أشخاص وتشكيلات معارضة منددين فيها بوحدة الصف ( الكوردي - الكوردي ) ما هو إلا رسائل مبطنة من جهات ودول لها مصلحة في ذلك بمعنى أن  إيران سيتدخل لافتعال مشاكل جديدة و على خط المواجهة لتحرض العشائر العربية ضد التواجد الأمريكي في شرق الفرات وهذه هي نقطة الضعف  لدى الأمريكان في المنطقة . 
 
الخلاصة .. إن المجلس الوطني الكوردي لن يتخلى عن أوراقه بهذه السهوله ، و يستمع الى الأعداء قبل الأصدقاء فهو يضع المصلحة العامة فوق جميع الإعتبارات رغم الضغوطات التي يتعرض له بعد دخوله في عملية التفاوض مع الإتحاد الديمقراطي .. أما  الطرف الآخر فهو دخل المعادلة من بوابة الإستفادة من الإمتيازات التي حصل عليها المجلس الوطني في المراحلة السابقة واللعب على عامل الوقت وللضغط على النظام ليتنازل له ويعترف بإدارته الذاتيه بعدها  ورقة المجلس يكون قد إنتهت صلاحيتها ، وبالتالي سترمى إلى سلة المهملات..
 
والسؤال الذي يطرح نفسه .. 
هل بإمكان المجلس الوطني الكوري إخراج الإتحاد الديمقراطي من بين مخالب الإيرانية..؟ 
أنا شخصياً أستبعد ذلك لأن المفاوضات لها جوانب متعددة  إحداهما مظلم كون الإتحاد الديمقراطي لا يزال يعقد لقاءاته في السفارة الإيرانية في دمشق ، و الآخر حي ينعقد إجتماعاته في القامشلي بإشراف أمريكي ، 
بالمحصلة إنني كشخص أدعم المفاوضات بشكل صريح وواضح شرط أن يتمخض عن أي إتفاق محتمل عودة البيشمركة والمحافظة على تواجدنا داخل المعارضة السورية وهذا صعب تحقيقه لأن إيران لن تسمح لدجاجتها أن تبيض في منازل الجيران كونها صرفت على تربيتها الغالي والرخيص .