أكد مصدر مقرب من مراكز القرار في غربي كوردستان( كوردستان سوريا) اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة تسعى لإيجاد «حل توافقي» يراعي مصالح ومخاوف حليفيها الكورد والأتراك معا، مشيرا إلى «تسويات» تقتضي بإخراج عناصر حزب العمال الكوردستاني PKK والإبقاء على مقاتلي وحدات حماية الشعب السورية YPG التي تعتبرها انقرة الذراع السوري للعمال الكوردستاني .
المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته ، كونه غير مخول بالتصريح ، قال لـ(باسنيوز) : « هناك طرح أمريكي حول إمكانية إحياء المفاوضات بين الكورد السوريين ( في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD وتركيا»، مشيرا إلى« تداول حديث عن تسوية تقضي بإخراج عناصر PKK الذين تزعم تركيا وجودهم في سوريا والابقاء على وحدات حماية الشعب YPG في مواقعها الحالية باعتبارها قوة سورية مكونة من الكورد وبعض المكونات السورية الأخرى ».
وأوضح المصدر ، أنه « لا يمكن استبعاد تركيا من التوافقات الجارية حيال المنطقة الآمنة أو أي تسوية للأزمة القائمة شمال سوريا " ، مردفاً " لكن الكورد أيضا يشكلون قوة فعّالة لها دورها الكبير في هزيمة داعش وتنظيم شؤون المناطق المحررة بما يحفظ التكوينات الاجتماعية والعرقية المعقدة فيها ، وتحولهم إلى قوة لا يمكن فرض اي حل من دونهم».
وتابع:« لذا الوضع معقد بالنسبة إلى الأمريكيين والأوربيين، لأن التخلي عن الكورد يعني مصيرا أسوء من ذلك الذي تعانيه عفرين وعودة مؤكدة للتطرف والإرهاب إضافة إلى دور إيراني من غير السهل التصدي له».
كما لفت المصدر ، إلى أن« إهمال تركيا أيضا سيضعها بالكامل في الكفة الروسية وبالتالي خسارة الولايات المتحدة لحليف مهم في المنطقة".
موضحاً " لهذا أبطأت الولايات المتحدة وتيرة انسحاب قواتها من سوريا وكثفت مساعيها الدبلوماسية لإيجاد مخرج يحمي حلفاءها جميعا».
كما أشار إلى أن « أي اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية(تشكل الوحدات الكوردية YPG قوامها) والنظام السوري لن يكون خارج التفاهمات الروسية الأمريكية ولذلك فإن وتيرة المفاوضات بين قسد والنظام مرتبطة ليس فقط برغبة الطرفين المتفاوضين وإنما بتوافق القوى الكبرى أيضا."
وزاد المصدر « رغم أن روسيا وإيران حليفتين مهمتين وخاصة في الملف السوري، إلا أن روسيا غير راضية تماما عن السياسات الإيرانية في سوريا وهذا يبرر التفاهم الروسي- الإسرائيلي الذي يجعل الوجود الإيراني في سوريا غير محمي من الاستهدافات الإسرائيلية».