قال مصدر كوردي مطلع، اليوم الاثنين، إن وحدة عسكرية أمريكية وصلت إلى أورفا في شمال كوردستان (كوردستان تركيا) بغية إنشاء مركز العمليات المشتركة من أجل المنطقة الآمنة في شمال سوريا.
وقال المصدر لـ (باسنيوز)، إن «أول وحدة عسكرية أمريكية مؤلفة من 90 ضابطاً وخبيراً وصلوا إلى مدينة أورفا بشمال كوردستان».
هذا فيما كان بيان من وزارة الدفاع التركية قد اشارت الى ان الوفد مكون من 6 أشخاص فقط بهدف التحضيرات الأولية لإنشاء مركز العمليات المشتركة .
فيما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الاثنين، عن أنه سيتم قريباً افتتاح مركز العمليات المشتركة المقرر إقامته بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص المنطقة الآمنة التي ستتشكل شمالي سوريا.
وقال أكار: «نعرب عن رغبتنا في التقدم وفقًا لروح التحالف والشراكة الاستراتيجية والتحرك مع حلفائنا الأمريكيين، بعد إقامة مركز العمليات المشتركة المذكور».
واستدرك بأنه في حال لم يتم ذلك سيكون لدى تركيا أنشطة وعمليات ستقوم بها بنفسها.
وتطرق أكار إلى المحادثات التي جرت مع الوفد العسكري الأمريكي في تركيا بين 5 و7 الشهر الحالي، قائلًا: «تحدثنا عن نوايانا ومخاوفنا وطلباتنا، وهم أعربوا عن آرائهم، وتم التوصل إلى اتفاق وتفاهم على نقاط محددة في قضايا إخراج الوحدات الكوردية من المنطقة الآمنة وسحب الأسلحة الثقيلة منهم، ومراقبة المجال الجوي، والتنسيق والتبادل الاستخباراتي».
ولفت إلى أن «المباحثات تناولت عودة السوريين المقيمين في تركيا إلى المناطق التي سيتم تطهيرها من الوحدات»، مؤكدًا «التوصل إلى تفاهم بشكل كبير بهذا الصدد».
وفي رده على سؤال حول وضع جدول زمني، قال الوزير التركي «وضعنا بعد المواعيد بسبب حدوث تأخيرات سابقًا، ونقلنا لهم أننا لن نقبل بحدوث ذلك، وضرورة القيام بما يتوجب وفق برنامج».
وأردف «سيتم تنفيذ الأنشطة الأخرى مع افتتاح مركز العمليات المشتركة في الأيام المقبلة، حيث أننا أبرزنا بشكل واضح وجلي أننا لن نسمح أبدًا بإنشاء ممر إرهابي جنوب بلادنا، وأكدنا لنظرائنا (الأمريكيين) أننا عازمون على اتخاذ ما يلزم بهذا الصدد».
وفي إجابته على سؤال حول عمق المنطقة الآمنة، أوضح أكار أنهم أكدوا للجانب الأمريكي ضرورة أن يكون ما بين 30 إلى 40 كيلومتر، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح هذه المسافة خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وحول مدى صدق الولايات المتحدة، شدد أكار أنهم حددوا أهداف ونقاط مراقبة متعلقة بالوقت، قائلًا: «طالما استمر الالتزام بهذه الأمور فإن تعاوننا سيستمر، وقلنا لهم مرارًا وتكرارًا إننا لا نستطيع تحمل الانتظار في حالة عدم الالتزام».
وأكد أنه سيكون الحق لتركيا باستخدام مبادرة التحرك لوحدها دون أي تردد في حال عدم الامتثال لما تم التوصل إليه.
وذكر أنهم نقلوا للوفد الأمريكي ضرورة إنهاء الدعم المقدم للوحدات الكوردية التي لا تختلف عن حزب العمال الكوردستاني PKK وخاصة بالسلاح والذخائر، وأن ذلك يعد شرطاً باسم التحالف والشراكة الاستراتيجية.
وكان مصدر كوردي سوري مطلع قد قال يوم السبت لـ (باسنيوز)، إن «الجانبين التركي والأمريكي إضافة إلى دول التحالف الدولي الذي يضم دولا عربية أيضا سيقومون بإنشاء نقاط مراقبة ودوريات مشتركة في مسافة خمسة كيلو متر داخل العمق السوري بشمال البلاد بغية تبديد المخاوف الأمنية التركية والكوردية على حد سواء»، لافتاً إلى أن «هذا الاتفاق سيكون على غرار ما حدث في منبج وسوف يأخذ وقتا أطول».
وأضاف المصدر، بالقول: «في المرحلة المقبلة سوف تشرف تلك الأطراف على ممرات آمنة في شمال البلاد إضافة على المعابر الحدودية مع شرق الفرات».
مشيراً إلى أن «الإدارة الحالية سوف تقوم بإدارة المنطقة حتى اجراء انتخابات محلية برعاية دولية لانتخاب إدارة جديدة تشارك فيها المكونات كلها».
المصدر أكد أن «الإدارة الحالية (الإدارة الذاتية) بالتنسيق مع تلك الأطراف سوف تقوم بالخطوات اللازمة لعودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى ديارهم».
وكان مصدر كوردي سوري مطلع آخر، قد كشف، الأربعاء الماضي، عن فحوى «الاتفاق» الأمريكي التركي حول إقامة المنطقة الآمنة في شرقي الفرات.
المصدر الذي كان قد رفض الكشف عن هويته قال لـ (باسنيوز)، إن «المنطقة الآمنة تمتد من نهر الفرات غرباً إلى حدود إقليم كوردستان شرقاً وبعمق خمسة كيلو متر إلى الداخل السوري».
وأضاف أن «وحدات حماية الشعب الكوردية سوف تنسحب من المنطقة وفق مدى الأسلحة التي تمتلكها»، مشيرا إلى أن «الأسلحة التي مداها 15 كم سوف تبعد إلى عمق 15 كم مع المسلحين، والأسلحة التي مداها 20 وهكذا، لتبديد المخاوف الأمنية التركية»، وفق قوله.
المصدر أشار إلى أن «تركيا سوف تكون جزءاً من مركز العمليات في هذه المنطقة المزمع إنشاؤها إلى جانب دول التحالف الدولي».
وأكد المصدر أن «المقصود بأن المنطقة الآمنة ستصبح ممراً للسلام وليس استيطان اللاجئين السوريين من غير هذه المناطق في تلك المنطقة هو أن اللاجئين سيمرون من هذه المنطقة بأمان وسوف تفتح المعابر الحدودية مع شرق الفرات».
ولفت المصدر إلى أن «الاتفاق موضع ارتياح شعبي في شرق الفرات حيث أن المواطنين يبحثون عن الاستقرار أولاً وأخيراً».